admin
نشر منذ سنتين
4
لم تعد آلامكم بسبب خطية بل شركة في حب في آلام جثسيماني

والمسيح لما وقع تحت الآلام الجائرة دون أن يكون مستحقاً للألم البتة، حوَّل مفهوم الظلم في الآلام.

فبدل أن كان المتألِّم ظلماً يرفع عينيه إلى السماء ليلوم الله أو يسترحمه

، فلا يجد ردًّا أو جواباً أو تعزية، لأن الخطية حجبت الإنسان عن خالقه،

وأغلقت على المتألم والمظلوم معاً في قسوة لتدفعهما دفعاً إلى الموت والهلاك، لأن هذا طريق الخطية ونهايتها، نقول بدلاً من ذلك أصبح المتألم – وقد صار حُرًّا من الخطية إلى الأبد في المسيح – لا يرى في تألمه شيئاً من الظلم مهما كانت آلامه ومهما كانت براءته؛ إذ يرى ويحس أنه لا يتألم قط ليفي شيئاً عليه او ليكفر عن خطية صغيرة، لأن الخطية خصومة مع الله وخروج من حضرته، والآلام هي عقابها ليس إلا. فإن وفَّينا العقاب، مَنْ يصالح؟ وحتى إن دفعنا أجرة الخطية بالموت، مَنْ يحيينا ويُدخلنا إلى حضرة الله؟
ولكن هوذا المسيح رفع الخطية وصالح وأحيا، وبذلك رفع صلة الآلام بالخطية المرعبة الذميمة… فلم تعد الآلام شركة في خطية آدم بل شركة في حب المسيح!
إذن، فمهما تألمنا – ونحن في المسيح – واشتدت بنا الآلام، فنحن لا نتألم قط عن استحقاق أو غير استحقاق للألم ذاته، قلَّ أو كثر، فالألم لم يعد تغريماً عن شيء ولا تكفيراً عن شيء، ولا عقاباً عن شيء! فالخطية التي كانت تسبب هذا التغريم وهذا التكفير وهذا العقاب بالآلام، رفعها المسيح بعد أو وَفَّى غرامتها وكفَّّارتها وعقوبتها!
فصار الإنسان وكأنه يتألم مجاناً أو كأنه يتألم بلا سبب أو علة!
نعم, و هذه هي آلام المسيح عينها!!
وهذا هو طقس آلام الحب والبذل والفدية!!
أو هذه هي شركة الألوهية، لأننا «إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضاً معه» (رو ٨).
ثم شركة في مجد القيامة وأفراحها:
فهل لنا أن نفهم الآن سر الكلمة القائلة: «لأنه قد وُهبَ لكم لأجل المسيح لا أن تؤمنوا به فقط بل أيضاً أن تتألموا لأجله» (في ١)، فندرك ان الألم أصبح بالمسيح هبة بعد أن كان عقاباً؟
وهِبَة الآلام التي ليست بسبب الخطية هي بالضرورة شركة في المجد.
فإذا التفتنا إلى كلمة يعقوب الرسول: «احسبوه كل فرح يا إخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة» ،

هل تبحث عن  البولس من رسالة بولس الرسول الي افسس (1 : 15 - 2 : 3) يوم الخميس

ندرك أيضاً كيف أصبح كل ألم مهما كان نوعه مرتبطاً حتماً بالمسيح، وعلينا بالضرورة أن نقبله بالفرح شاكرين عالمين «أنه كما تكثر آلام المسيح فينا, كذلك بالمسيح تكثر تعزيتنا أيضاً».
إذن فنحن لم نعد نتألم للخطية بل للمسيح، وكل ألم بدون المسيح هو خطية، وألم الخطية موت!
أما آلام الإنسان الذي يعيش مع المسيح فلا تُحسب أنها بسبب الخطية، هي ألم البر، هي فرح وسلام، «الآن أفرح في آلامي» ، هي شركة في ذبيحة المحبة العُظمَى التي قدَّمها يسوع بآلامه وأكملها بموته، «لأعرفه … وشركة آلامه متشبِّهاً بموته» (في ٣).
إذن, فكلما ازدادت آلامنا ونحن في المسيح، ازدادت بالحري شركتنا في هذه الذبيحة وتوثقت صلتنا بالقيامة وأفراحها.
وهكذا انقلب مفهوم الظلم في الآلام من الاستبدادية الهوجاء حسب ناموس الخطية الذي كان متسلطاً على العالم والإنسان إلى معيار جديد لهبة عظيمة واستحقاق للمجد وفرح القيامة «لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد اعتقني من ناموس الخطية والموت» .
وبطرس الرسول يتكلَّم في ذلك كمختبر «لأن هذا فضل, إن كن أحد من أجل ضمير نحو الله, يحتمل أحزاناً متألماً بالظلم.
شكراً لله الآب والرب يسوع.
«فليحمدوا الرب على رحمته لبني آدم.»
ايها المتألمون تعزوا، لم تعد آلامكم بسبب خطية بل شركة في حب، في آلام جثسيماني!
أيها الحزانى والساكبي الدموع افرحوا، احزانكم ليست للموت، هي في أحزان يسوع محفوظة للقيامة .

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي