لم يُمَيِّز جبرائيل بين سبطٍ وسبطٍ لكنه ميَّز بين جنس البشر والملائكة
* فلماذا إذن قال عن ابنة داود إنها نسيبة ابنة اللاويين؟ دعونا نسمع بملء الإرادة.
هذا الملاك ليس من طبيعة بشرية، لكنه من منبعٍ روحانيٍ، من طبيعة فائقة.
إذ ذكر خبر بنتَي الناس من قبل الملاك هكذا دعاهما نسيبتين كما هما في الحقيقة.
كما يُمكن أن يقول المرء: أنتِ ابنة الإنسان وهي ابنة الإنسان،
أنتِ عذراء، وهي بالحقيقة عاقر.
لا يوجد طريقة لعذراء أن تلد،
ولا يمكن لامرأة عجوز عاقر أيضًا أن تلد.
لكن إذا أمر الله فحتى العاقر تحبل وهكذا العذراء أيضًا،
فمن يستطيع أن يقاوم مشيئته أو يعطلها.
إنه يأمر العجوز العاقر أن تلد، فهي نسيبتك لأنها أيضًا من نفس جنس البشر.
وأيضًا لكِ يا ابنة الإنسان أعطى أمرًا أنه في بتوليتك،
تلدين ابنًا لا يكون لملكه انقضاء (لو 1: 33).
الآن يا صديقي لنفهم لماذا دُعيت أليصابات نسيبة مريم. لا يُمَيِّز الملاك بين سبطٍ وسبطٍ،
لكنه يُمَيِّز بين جنس البشر والملائكة.
كأنه يقول: أنا ملاك وأنتما امرأتان، ولكما نزلت لأبشر كليكما.
أرسلني الرب لأنزل وأقول إن العاقر ستلد، والعذراء ستحبل.
انظري، ففي العاقر صوت يتقدَّم ليهيئ الطريق (لو 3: 4)،
وفي داخلك الكلمة يتجسد ليُعطِي الحياة للعالم كله.
والآن هكذا لا تتشكك حين تسمع أن مريم نسيبة ابنة لاوي.
لأنه ليس مكتوب أن مريم من بيت لاوي، ولا أن أليصابات من بيت داود.
مريم هي بالحقيقة ابنة داود (لو 1: 32)، لأن ابن داود هو ثمرة بطنها.
أما بالنسبة للنسب الذي قيل عنه بواسطة الملاك،
فهذا الكائن السماوي كان يقارن امرأة بأخرى.
انظري أليصابات نسيبتكِ قد حملت بابن في شيخوختها.
وذهبت مريم لترى الحقيقة التي قيلت لها .