لو كانت القيامة اختلاقاً

لو كانت القيامة اختلاقاً
ثم أنه لو كانت قصة القيامة اختلاقاً، لذكر الرواةُ ظهورَ المسيح لغير تلاميذه، ليزيد برهانُ ما يدَّعونه. ولَمَا خطر على بالهم أن يحصروا ظهوره بالتلاميذ وحدهم. لأن المختلِق الذكي لا يترك هذا الباب دون أن يطرقه. ونعلم من التاريخ أن هذا الانتقاد حصل باكراً من أعداء المسيحية. أما الذين يقولون باستحالة المعجزات فيضطرون طبعاً لإِنكار القيامة التي هي أعظمها.
وهناك من يقول إن التلاميذ لم يختلقوا خبر القيامة، لأنهم رجال صالحون صادقون، لكنهم رأوا رؤى ظنوها حقيقة. لكننا يجب ألاَّ نغفل أن تحقيق قيامة المسيح لم تبتدئ بمشاهدة شخصه، ليصحَّ القولُ إنه رؤيا، بل ابتدأ بالبرهان الحسّي في فراغ قبره. ومعلوم أن الرؤيا الوهمية تأتي الإِنسان طِبقاً لتصوُّراته. وقد كان التصوُّر بقيامة المسيح، بعيداً عن كل استعدادات التلاميذ الفكرية السابقة. ونعود إلى القول بأن البشيرين لم يوردوا خبراً من الأخبار التحليلية، بل اقتصروا على ما هو تحت حكم حواس البصر والسمع واللمس، وبذلك ختموا على أهمية شهادة الحواس في الدين. نعلم أنه لما ظهر المسيح لهم ألزمهم أن يلمسوه ويطعموه لكي يعرفوا أنه بالحقيقة قام.
كان الرسل في وعظهم يعودون إلى حقيقة القيامة، دون أي معجزة أخرى، كشهادة بأن المسيح ابن اللّه. وعلى تصديق القيامة يتوقف تصديق المعجزات كافة.
هل تبحث عن  القيامة سر حياتنا

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي