ليس كما ينظر الإنسان
ليس كما ينظر الإنسان
بعد أن قدّم صموئيل الذبيحة لله، مثلما نرفع صلاة القداس الإلهي لنختار كاهنًا أو نختار شمامسة، ومن فوق المذبح نعرف اختيار الله. قدّم صموئيل الذبيحة للرب، ووقف أولاد يسى أمامه، فأحضر يسى لصموئيل أولاً ابنه البكر، ورأى صموئيل الابن الأول أليآب ذا هيئة حسنة، طويل ومنظره مهيب.
فقال صموئيل إن أمام الرب مسيحه، وأشار على أليآب الذي وقف في زهو، فكلم الرب صموئيل وقال له إنك يا صموئيل ترى حسب نظرتك أنت، أنت تنظر المنظر الخارجي فقط، أما أنا فلا يعنيني المنظر الخارجي، أنا يهمني القلب من الداخل، هكذا يقول الكتاب:
“فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ: لاَ تَنْظُرْ إِلَى مَنْظَرِهِ وَطُولِ قَامَتِهِ لأَنِّي قَدْ رَفَضْتُهُ. لأَنَّهُ لَيْسَ كَمَا يَنْظُرُ الإنْسَانُ. لأَنَّ الإنْسَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْعَيْنَيْنِ، وَأَمَّا الرَّبُّ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى الْقَلْبِ” (1صم16: 7).
فطلب صموئيل من يسى أن يأتي بابنه الثاني، فأوقفه أمامه ولكن أيضًا لم يختَره الرب، وهكذا عبّر يسى أولاده الواحد تلو الآخر سبعة أبناء عبروا أمام صموئيل، أمر يحير!!
مر البنون كلُّهم ولم يختَر الرب منهم أحدًا!! ولا يوجد في البيت بنون بعد!! لدرجة أن صموئيل ظن إنه لن ينجح في مأموريته!! ثم عاد يراجع نفسه ربما نسى يسى أحد البنين، فسأله: يا يسى هل كملوا الغلمان، ألم يوجد أحد آخر في مكان آخر هنا أو هناك؟!
وهنا تذكّر يسى وقال له: نعم، هناك غلام صغير يرعى الغنم في الحقل، فقال صموئيل في نفسه هذا هو آخر أمل، لكن لعله يصلح ولا يُرفَض مثل باقي إخوته. وطلب من يسى أن يرسل ليأتي به، تعجب يسى كيف يمكن لشاب صغير السن أن يصلح ليكون ملكًا!! فقال له صموئيل لترسل وتأتى به فقط والرب هو الذي يختار لنفسه من يريد.
هل تبحث عن  رسالة تسالونيكي الأولى

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي