مات وقام في أسمى مقام

مات وقام في أسمى مقام


لأن داود يقول فيه… لأنك لن تترك نفسي
في الهاوية ولا تدع قدوسك يرى فسادًا.

عرفتني سُبُل الحياة وستملأني سرورًا مع وجهك

( أع 2: 25 – 28)






تحدثت نبوات العهد القديم عن قيامة المسيح. وهذه النقطة الهامة هي التي كان بطرس يؤكدها في أعمال2: 25- 28، ففي مزمور16 كتب داود نبوة عن حياة الرب وموته وقيامته وتمجيده.

أما عن حياته، فقد وصف داود ثقة الرب يسوع غير المحدودة بالآب، وتأكيده لشركته التي لا تنقطع مع أبيه. لذلك فإن قلبه، ولسانه، وجسده (أي كيانه كله) امتلأ بالسرور والرجاء ( مز 16: 8 ، 9؛ أع2: 25، 26).

أما عن موت الرب يسوع وقيامته، فقد تنبأ داود أن الله لن يترك نفسه في الهاوية، ولن يدع قدوسه يرى فسادًا ( مز 16: 10 لو 23: 43 ). أي أن نفس الرب يسوع سوف لا تُترك بعيدًا عن جسده في الهاوية، ولن يُسمح لجسده أن يتحلل في القبر. ولا ينبغي أن تُستخدم هذه الآية كبرهان على أن الرب يسوع ذهب إلى مكان سجن أرواح الموتى في أقسام الأرض السفلى في وقت موته. فعندما مات يسوع صعدت روحه إلى السماء (لو23: 43) ووُضع جسده في القبر.

أما عن قيامة الرب، فإن داود عبَّر عن ثقته بأن الله سيُعرِّفه سبيل الحياة. ففي الجزء الأول من مزمور16: 11 قال داود «تُعرفني سبيل الحياة»، وفي الجزء الأول من أعمال2: 28 اقتبس بطرس هذه الآية فقال: «عرفتني سُبُل الحياة»، وهنا غيَّر بطرس صيغة الفعل من المضارع إلى الماضي، لأن القيامة الآن أصبحت زمنًا ماضيًا وهو يكلم سامعيه.

أما عن تمجيد الرب يسوع حاليًا وصعوده إلى السماء وجلوسه عن يمين الآب، فقد قال بطرس عنه «وستملأُني سرورًا مع وجهك» ( أع 2: 28 ) أو كما قال في مزمور16: 11 «أمامك شِبع سرور. في يمينك نعمٌ إلى الأبد».

هل تبحث عن  تقديم السيد المسيح للرومانيين (للأمم) في إنجيل مرقس

وفي أعمال2: 29 أقنع بطرس مُستمعيه أن داود لا يمكن أن يكون قد قال هذه الكلمات عن نفسه، لأن جسد داود تحلل، وقبره معروف جيدًا عند اليهود في ذلك الوقت. فعندما كتب داود مزمور16، كان يتكلم بوصفه نبيًا ( أع 2: 30 ، 31). لقد تذكَّر أن الله وعده أن يُقيم شخصًا من سلالته ليجلس على عرشه إلى الأبد. وعرف داود بروح النبوة أن هذا الشخص سيكون المسيا، لذلك قال: مع أن يسوع سوف يموت، فإن نفسه سوف لا تُترك بعيدًا عن جسده في حالة الفراق عنه، كما أن جسده لن يرى فسادًا.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي