مارمرقس كتب إنجيله في الستينات من القرن الميلادي الأول
لا يمكن التسليم بأن مارمرقس كتب إنجيله خلال الفترة من 40-45م.
لا يمكن التسليم بالرأي القائل أن مارمرقس كتب إنجيله خلال الفترة من 40- 45م. لأسباب عديدة منها:
1) حتى عام 60 م. لم يكن لمارمرقس كرازة أو خدمة منفردة.
† حتى سنة 60م. لم يكن لمارمرقس شعب فقد كان لا يزال في مرحلة التلمذة على يد الآباء الرسل. والتلمذة شيء رائع في شخصية مارمرقس. تتلمذ على يد بولس وتتلمذ على يد بطرس وتتلمذ على يد برنابا فكان كالنحلة الصقلية كما قيل عن القديس أنطونيوس يأخذ من كل زهرة رحيق، فخرج شخص مارمرقس الغني والثري، فمارمرقس غني في روحياته وفي خبرته وفي حكمته. (وقد سبق لي أن أفردت عظة عن التلمذة في حياة مارمرقس). وأريد أن أتوقف قليلًا هنا لأتكلم عن شخصية مارمرقس الثرية وفكره الثاقب.
فكر مارمرقس الثاقب:
عندما دخل مارمرقسالإسكندرية واجه مشاكل عديدة فقد وجد الإسكندرية مليئة بالثقافات والحضارات المختلفة ولكل منها عبادتها وطقوسها وأفكارها. لذلك اتجه اتجه مارمرقس بفكره الثاقب والواعي إلى عمل مدرسة لاهوتية لمقابلة هذه الثقافات والحضارات المتعددة التي كانت موجودة في مصر.
لم يقابل مارمرقس هذه الحضارات والديانات الأخرى بطمس العقول والحط من شأن هذه الحضارات وإنما قابلها بتأسيس مدرسة لاهوتية للرد على هذه الأفكار الموجودة ومناقشتها. وكانت لمدرسة الإسكندرية اللاهوتية الريادة في الكنيسة. وطوال فترة ازدهار مدرسة الإسكندرية عاشت الكنيسة أزهى عصور إزدهارها وفي فترات ضعف المدرسة ضعفت الكنيسة.
يجب أن تعلموا يا إخوتي أن كنيستنا هي التي أسست المدارس اللاهوتية. فلا بد أن يكون أولاد مارمرقس مثل أبوهم مامرقس في عمق الدراسة والفهم.
2) القبول بهذا الرأي هو تسليم بأن مارمرقس كان مجرد كاتب لما قاله بطرس الرسول:
† لو قبلنا رأي الأستاذ عزيز سوريال – وهو مؤرخ عظيم – الذي يقول أن مارمرقس كتب إنجيله خلال الفترة من 40-45 م، نكون قد سلمنا بما تقوله الطوائف الأخرى من أن مارمرقس كان مجرد مدون أو كاتب لما كرز به بطرس لأن حتى عام 44م. كان مارمرقس ملازمًا للقديس بطرس في الخدمة وتلميذًا له. وهذا لم يحدث.
مارمرقس كتب إنجيله وهو شيخ:
† لقد تبع مارمرقس المسيح وهو شاب، هذا صحيح. لكن عندما كتب إنجيله لم يكن شابًا على الإطلاق.
† فلو افترضنا أن مارمرقس كتب إنجيله يوم دخوله مصر أي سنة 61م. (وهذا على أقل تقدير)، يكون مارمرقس قد كتب إنجيله وهو يبلغ من العمر 51 سنة على الأقل. لأن مارمرقس وقت أن اختاره الرب يسوع ليكون أحد السبعين رسول كان شابًا، فلو افترضنا أن سنه وقت صلب السيد المسيح (أي سنة30م.) كان 20 سنة – وهذا أقل تقدير أيضًا فلا يمكن أن يكون مقبولًا أن يختار السيد المسيح تلاميذ أقل من هذا السن – وحيث أن مارمرقس دخل مصر عام 61م. أي بعد 31 عام من صلب السيد المسيح. فبهذا الافتراض يكون مارمرقس كتب إنجيله وهو يبلغ من العمر 51 سنة (20 سنة + 31 سنة).
ولا يمكن أن نقبل أن يكون مارمرقس كتب إنجيله خلال الفترة من 41-45م. لأن في هذه الحالة سيكون قد كتب إنجيله وهو في عمر 31-36سنة أي وهو شاب صغير السن. وإذ1 قبلنا هذ1 الافتراض نكون قد قبلنا قول الطوائف الأخرى أن مارمرقس كتب مذكرات بطرس. وهذا لم يحدث.
الخلاصة:
مارمرقس تبع السيد المسيح وهو شاب ولكن كتب إنجيله سنة 61 م. تقريبًا وكان شيخًا يبلغ من العمر 51 سنة على أقل تقدير.