ما أجمل رجليك بالنعلين يا بنات الكريم. دوائر فخذيك مثل الحلى صنعة يدي صَنَّاع
” ما أجمل رجليك بالنعلين يا بنت الكريم. دوائر فخذيك مثل الحلى صنعة يدي صناع” (1:7)
يرسم الروح القدس أمامنا في هذا الفصل صورة دقيقة ومفصلة للعروس.. إنه يعطيها لقبا جديدا “يا بنت الكريم” (= يا بنت الأمير).. إن هذا يوافق ما يقوله المزمور ” كل مجد ابنة الملك من داخل” (مز 45: 13).. لقد صارت منتسبة لله بعد أن ولدت من الماء والروح.
صارت ابنة للملك السماوي.. وإن كانت بسقوطها صارت حقيرة لكن بعودتها لله انتسبت إليه وحملت سمة ملكية.
سبق أن وصفت العروس عريسها في (نش 5: 10-16) بعشر صفات ابتداء من الرأس حتى القدمين.. أما هنا فإن العروس توصف ابتداء من القدمين حتى الرأس..
لكن لماذا توصف العروس ابتداء من القدمين إلى الرأس.. لعله كان منظورا إلى العروس قبل كل شيء من الناحية الأرضية.. وكتعبير عن إعجاب بسلوكها وخطواتها العملية!!
” ما أجمل رجليك بالنعلين”
إن خطوات العروس تتميز بالاتزان والوقار الروحي “حاذين أرجلكم باستعداد إنجيل السلام” (أف 6: 15)
و المقصود باستعداد إنجيل السلام هو السلوك العملي المطابق لتعليم إنجيل المسيح” (فى 1: 27).. وكأن العريس قد بدء في وصفها بخطواتها الإنجيلية. أنها تسلك طريق العريس ذاته وتمارس حياته الإنجيلية.. إنها بهذا تحمل الشهادة لعريسها كقول بولس “ما أجمل أقدام المبشرين بالسلام، المبشرين بالخيرات” (رو 10: 15)، وقول إشعياء ” ما أجمل على الجبال قدمي المبشر المخبر بالسلام، المبشر بالخير، المخبر بالخلاص. القائل لصهيون قد ملك إلهك” (إش 52: 7)
” دوائر فخذيك مثل الحلى” (= مفاصل فخذيك)ينتقل من القدمين إلى الفخذين والى مفاصل الفخذين بالذات..
والمفاصل هي التي تعطى الرجلين القدرة على السير في الطريق بكل حرية.. ولا يتسنى ذلك إلا بإخضاع الجسد والذات.. هنا نتذكر الحكمة في مصارعة يعقوب. فالإنسان الذي صارعه لم يتركه حتى ضرب حق فخذه ” فانخلع حق فخذ يعقوب في مصارعته معه” (تك 23: 25).. والمعنى أن النشاط الجسدي والقوة الطبيعية -قوة الذات- يجب أن تتعطل وتشل حتى يتسنى للنعمة أن تنشئ فينا القوة الروحية للسير بحسب إرادة الله.
قد أعطى بولس شوكة في جسده وطلب إلى الله ثلاث مرات أن تفارقه ولكنه أدرك أخيرا أنه خير له أن يظل هكذا ” تكفيك نعمتى لأن قوتى في الضعف تكمل”.. ويعبر بولس عن أختباره فيقول ” صادقين في المحبة ننمو في كل شيء إلى ذاك الذي هو الرأس المسيح. الذي هو الرأس المسيح. الذي منه كل الجسد مركبا معا ومقترنا بمؤازرة كل مفصل حسب عمل على قياس كل جزء يحصل نمو الجسد لبنيانه في المحبة” (أف 4: 15، 16)