فها هي قد عملت في نيقوديموس، وها هو لا يأتي ليلا، بل يدافع عنك أمام مجمع السنهدريم قائلا لهم: «أَلَعَلَّ نَامُوسَنَا يَدِينُ إِنْسَانًا لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ أَوَّلًا وَيَعْرِفْ مَاذَا فَعَلَ؟» (يو 7: 51).
نعم ما أجملك يا نيقوديموس وأنت تحاول أن تتشبه بسيدك وتضعهم في المصيدة التي أرادوا أن يصطادوا بها معلمك، وتظهر جهلهم حتى بأبسط وصايا الناموس وهى لابد أن يسمع اعتراف المذنب قبل إدانته.
أليس هذا ما قاله يشوع بن نون لعخان بن كرمى: «يَا ابْنِي, أَعْطِ الآنَ مَجْدًا لِلرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ, وَاعْتَرِفْ لَهُ وَأَخْبِرْنِي الآنَ مَاذَا عَمِلْتَ. لاَ تُخْفِ عَنِّي» (يش 7: 19).
آما هو ما أمر به الناموس قائلًا: فَلتُقِرَّ بِخَطِيَّتِهَا التِي عَمِلتْ (عد 5: 7).
وها هو موسى النبي يوصيهم قائلًا: لِلصَّغِيرِ كَالكَبِيرِ تَسْمَعُونَ. لا تَهَابُوا وَجْهَ إِنْسَانٍ لأَنَّ القَضَاءَ لِلهِ (تث 1: 17).
نعم فهم لا يريدون أن يسمعوا لكي يحيوا ويرجعوا فتشفيهم (مت 13: 15). وأكثر من هذا ضربت بقرارات مجمع السنهدريم عرض الحائط باشتراكك في دفن المسيح مع يوسف الرامي (يو 19: 39-40) وكأنك تردد مع معلمنا بولس الرسول قائلًا: مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضَيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ «إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ. قَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْحِ». وَلَكِنَّنَا فِي هَذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا. فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا. (رو 8: 35-39).