ما هو ارتباط التمييز بالتواضع والاعتدال؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, التواضع, الحياة الروحية المسيحية – اللاهوت الروحي, الفضائل الروحية
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ6 – المفاهيم المسيحية والحياة اليومية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ما هو ارتباط التمييز بالتواضع والاعتدال؟

يقول الأب موسى: [يلزمنا أن نطلب فضيلة “التمييز” بكل طاقاتنا عن طريق الاتضاع، هذا الذى يحفظنا بدون أى ضرر فى أى جانب من الجانبين… فالمغالاة فى الصوم والنهم كلاهما يؤديان إلى نهاية واحدة. والمغالاة فى السهر فى الفضائل يوازى التراخى فى نوم عميق من جهة ضررهما للراهب وحينما يضعف الراهب بسبب التقشف الزائد يعود إلى الحالة التى يكون فيها الراهب مُهملاً ومقصراً. لذلك نرى أن أولئك الذين لم ينخدعوا بانهم كثيراً ما يهلكون بالصوم الزائد. وتؤدى الفضائل غير المعتدلة والسهر ليلاً الزائد إلى نفس الهلاك الذى يُسببه النوم. وفى ذلك يقول الرسول… “بسلام البر لليمين ولليسار” (2كو6: 7).

فلنتقدم باعتدال سليم، ونسير فى الطريق الوسطى بروح التمييز.

فإننى أتذكر إننى كنت أقاوم شهوة الطعام حتى كنت أمتنع عن أخذ أى شئ لمدة يومين أو ثلاثة أيام، ولم يكن ذهنى يضطرب حتى بتذكر أى طعام ما. وأما عن النوم فإنه بخداع شيطانى نزع النوم من عينى لمدة عدة أيام وليالى، حتى أننى توسلت إلى الله أن يمنحنى قليلاً من النوم. لقد شعرت أننى فى خطر عظيم بسبب نقص الطعام والنوم أكثر مما فى الجهاد ضد الاسترخاء والنهم.

فيلزمنا أن نحذر لئلا نسقط فى التدليل عن طريق التنعم الجسدى والتساهُل مع أنفسنا بالأكل قبل الميعاد المناسب، او الأكل بشراهة، وفى نفس الوقت يلزمنا أن نقتات بالطعام والنوم كما يتناسب معنا حتى ولو لم نحب ذلك… لأن الزهد المغالى فيه أكثر ضرراً من الشبع بغير حرص، لأن الأخير يتدخل فيه تأنيب الضمير فيفيدنا ويدفعنا إلى المستوى الحقيقى بدقة، أما المغالاة فلا يحدث فيه تأنيب ضميره…

هل تبحث عن  رسائل من سفر يونان (تأمل رائع لأبونا داود لمعى)

فالعقل الذى يتعب بسبب قلة الطعام يخسر نشاطه فى الصلاة، فينهك بسبب الضعف الزائد للجسد ويرغم على التراخى، ثم يعود ليتضايق بكثرة الطعام، وبالتالى لا يقدر أن ينسكب فى الصلوات بانطلاق ونقاوة أمام الله، ولا ينجح فى حفظ نقاوة عفته على الدوام. فإنه وإن أبدى أنه يطهّر الجسد بتقشفه العنيف إلا أنه يغذى شهوات الجسد بوقود الطعام الذى يأخذه[46].


[46] Cassian: Confer. 16: 2 – 17. 23.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي