لم يتبرّر الفِرِّيسي، لأنه يُحبُّ أن يراه الناس يصلّي ويدّعي الصلاة، وقلبه غير متواضع، وحكم الله واضحًا “كلّ مَن رَفَعَ نَفْسَه وُضِع، ومَن وَضَعَ نَفْسَهُ رُفِع” (لوقا 18: 14). وفي موضعٍ آخر يقول الرب ” فَسَوفَ يقولُ لي كثيرٌ منَ النَّاسِ في ذلكَ اليَوم: ((يا ربّ، يا ربّ، أَما بِاسْمِكَ تَنبَّأْنا؟ وبِاسمِكَ طرَدْنا الشِّياطين؟ وباسْمِكَ أَتَيْنا بِالمُعْجِزاتِ الكثيرة؟ فأَقولُ لَهم عَلانِيةً: ((ما عرَفْتُكُم قَطّ. إِلَيْكُم عَنِّي أَيُّها الأَثَمَة! ” (متى 7: 22-23). كثيرون من الناس يعتقدون أنهم قاموا بأعمال صالحة للرب، على غرار الفِرِّيسي. إلاَّ أن الله وحده ” رَبَّ القُوَّاتِ الحاكِمَ بِالبِرّ الفاحِصَ الكُلى والقُلوب ” (ارميا 11: 20) ليُعطي لكل واحد حسب طرقِه وثمر أعمالِه.
الأهم ليس فقط القيام بأعمال صالحة، بل الاعتراف بما قام به يسوع من أجلنا على الصليب، فلا ننظر إلى أنفسنا بغرور وكبرياء بل بالتواضع طالبين رحمة الله مثل العَشَّار واللص اليمين، فنضع نفوسنا أمام الرب لنعيد نظام حياتنا لكي تتوافق علاقتنا مع الله بالعلاقة مع الآخر في الصلاة والحياة العملية.