لكِنَّ هذِه الأَرمَلَةٌ تُزعِجُني، فسَأُنصِفُها لِئَلاَّ تَظَلَّ تَأتي وتَصدَعَ رَأسي.
“فسَأُنصِفُها ” فتشير إلى اتخاذ القاضي قراره لإنصاف الأَرمَلَةٌ الفقيرة ليس بدافع حب العدل أو بحسب ما يمليه عليه ضميره، أو بدافع التعاطف مع الأَرمَلَةٌ، بل رغبة في التخلص من إلحاحها وإزعاجها المُتكرر الذي يُسبب له الصداع. أخذ القاضي قراره لغاية أنانية محضة، إلاَّ أن إلحاح الأَرمَلَةٌ أصاب هدفه؛ فقد نالت ما تريد، لأنها أصرت وصبرت فانتصرت.
ويُعلق البابا فرنسيس “سلاح الأَرمَلَةٌ الوحيد هو الإصرار على إزعاجه سائلة إياه أن ينصفها، وبهذه المثابرة حقّقت مأربها”. إن القاضي يمتلك قوة القضاء، ولكنه لا يملك قوة الحقيقة، فصبرت الأَرمَلَةٌ وصرخت ونالت، وقد قيل “لا يضيع حق وراءه مطالب”.