مجلس السنهدريم
مجلس السنهدريم
هو أعلى سلطة تشريعية وقضائية يهودية, وهو يقابل مجلس الشعب المصرى ومجلس العموم البريطانى ومجلس الشيوخ الرومانى والأمريكي, ولكنه يختلف عنهم فى أنه ديني وقضائى أيضاً إلى جوار أنه تشريعي, وفى الأوقات التى كان اليهود يحكمون أنفسهم بأنفسهم كان هذا المجلس بمثابة الحكومة.
تأتى كلمة سنهدريم من اللفظة اليونانية “زيندرون” “zynedrion” والتى تعنى “الجالسون معاً وهكذا تعنى لفظة سنهدرين وفى العبرى سنهدريم مجمعاً أو مجلساَ أو مؤتمراً, ومنها جاءت لفظة سينود “synod” المستخدمة الآن على نطاق واسع فى الكثير من الكنائس.
نشأت فكرة السنهدريم قبل المسيح بعدة قرون…. وفى أيام السيد المسيح كان هناك ثلاث أنواع (أو درجات) من السنهدريم:
– المجلس القروى ويضم سبعة أعضاء ويفصل فى القضايا المحلية الصغيرة.
– المجلس المدينى (من مدينة) ويضم ثلاثة وعشرين عضواً ويختص بأمور المدينة.
– المجلس الأعلى وهو الرئيسي ويوجد فى أورشليم ويتكون من سبعين عضواً يرأسهم رئيس الكهنة, وكان يسمى داخل المجلس بــ (نازى) أى الزعيم.

ويتكون مجلس السنهدريم من ثلاث فئات من الشعب: الكهنة ورؤسائهم والصدوقيون (وهم لا يؤمنون بالملائكة ولا القيامة من الأموات), ثم الشيوخ وهم الأراخنة أو رؤساء الشعب, ثم الكتبة وهم طبقة المُثقفين من الشباب دينياً ومفسرون للأسفار وأكثرهم من الفريسيين.
وكان المجلس يتخذ شكل نصف دائرة أو حرف “يو” “U”, ويجلس رئيس الكهنة باعتباره رئيس المجلس فى الوسط مقابل الكل, وفى بعض الجلسات يتكون المجلس من ثلاثة صفوف, الأول للمجلس الرسمى والثانى يتكون من تلاميذ الأعضاء والثالث من عامة الشعب, فإذا نقص عدد أعضاء السنهدريم يُختار من تلاميذهم من يحل محله, فى حين يُختار من الشعب من يحل محل التلميذ وهكذا..

وقيل أن كرسياً فى مجلس السنهدريم كان يترك خالياً ويسمى “كرسي موسى” على اعتبار أن جلسة المجلس امتداد لعمل موسي المشرع وكأنه حاضر معهم.
السنهدريم ومحاكمة يسوع:
كان من حق رئيس الكهنة أن يدعو لعقد مجلس السنهدريم لأى أمر طارئ, وبخصوص السيد المسيح كانت أول إشارة إلى ذلك فى إنجيل يوحنا “وكان أيضاً رؤساء الكهنة والفريسيون قد أصدروا أمراً أنه إن عرف أحد أين هو فليدل عليه, لكى يمسكوه.” (يـو11 :57). وفى الثانى والعشرين من شهر فبراير من ذلك العام أصدر مجلس السنهدريم أمراً بالقبض على المسيح, فكتبت رسالة من المجلس مختومة بخاتمه وخاتم رئيس الكهنة إلى شيوخ الشعب فى المدن والقرى كما دار منادٍ فى الشوارع يعلن القرار, وهذا نصه:

((مطلوب القبض على يسوع الناصرى, وسيُرجم لأنه مارس السحر وأغوى إسرائيل وجعله يرتد. أى شخص يستطيع أن يقول شيئاً لمصلحته فليأتِ ليدافع عن نفسه, وأى شخص يعرف مكانه فليعلن عنه لمجلس الـسـنــهــدريــم فـى أورشــلــيــم))
وقف المسيح أمام مجلس السنهدريم بعد حنان وقيافا, حيث يشار إلى السنهدريم هنا بالمجمع, ومن مجلس السنهدريم مضوا به إلى بيلاطس البنطى.

حوكم المسيح ليلاً, ومن هناك تأتى عدم قانونية المحاكمة, لاسيما وأنها أصدرت حكما بالموت ليلاً وهو ما لا يجوز بحسب التقليد اليهودى, وهناك مقولة فى التلمود مفادها أن مجلس السنهدريم الذى يصدر أحكاماً بالإعدام أكثر من مرة خلال سبع سنوات يُحسب متسرعاً عجولاً حامى الطبع.
هل تبحث عن  اتكلوا عليا وسلموا لي طريقكم

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي