مدخل الى الكتاب المقدس

ينقسم الحديث في هذا الموضوع الي قسمان، الأول هو: المدخل العام للكتاب الذي نتحدث فيه عن أمور عامة مثل الوحي وجمع أسفار الكتاب وترجماته ومخطوطاته، الخ، أما القسم الثاني وهو: المدخل الخاص، فيتركز الحديث فيه عن كل سفر علي حده فيما يخص قانونيته، الكاتب، الخلفية التاريخية والحضارية للسفر، المحتوى الخ. وفي معرض حديثنا سوف نحاول التركيز علي بعض النقاط العامة والهامة للمدخل العام وهى: الوحي، الترجمات المختلفة للكتاب وأهميتها، وسائل التفسير. أما فيما يختص المدخل الخاص فسوف نكتفي بفكرة سريعة عن كل مجموعة أسفار تلك التي يجمعها نفس الطريقة في الكتابة من الناحية الأدبية كالأسفار التاريخية، النبوية، الشعرية، الرسائل

1- طبيعة الكتاب المقدس (مفهوم الوحى المقدس):
لا يمكننا ان نبدأ أي حديث عن الكتاب المقدس دون ان نبدأ الكلام عن طبيعة ذلك الكتاب الفريد ومفهومنا المسيحي للوحي الإلهي، لذلك نود أن ننبه إلي أن المفهوم المسيحي للوحي يتنافى تماما مع ما يعرف بالتنزيل.
الوحي الآلي (التنزيل) ولماذا نرفضه؟ التنزيل هو عملية إملاء يكون فيه الكاتب مستسلمًا تمامًا لقوة تسيطر عليه وتسلبه اردته، وهذا ما يعرف بالوحي الآلي، فهو يتعارض مع حرية شخصية الكاتب، ويتعارض أيضا مع بشرية القارئ، كما يتعارض مع بشرية اللغة، فاللغة بشرية، ولها جوانب قصور متعددة ويترتب علي فكرة الوحي الآلي، ما يعرف بالإعجاز العلمي أو اللغوي الأمر الذي ترفضه الكنيسة تمامًا. وفي نفس الوقت فإن الكنيسة تؤمن بفعل الروح القدس مع كتبة الأسفار الأمر الذي يؤكده الكتاب (1تي 16:3) ، ( 2بط 21:1 ).
الوحي الإلهي يتمثل في الشركة بين عمل الروح القدس وشخص الكاتب: فهمت الكنيسة طبيعة الكتاب المقدس بنفس الطريقة التي فهمت بها طبيعة السيد المسيح كونه أله كامل وفي ذات الوقت أنسان كامل بدون تعارض، كذلك الكتاب المقدس هو كتاب موحي به من الله بشكل كامل وفي نفس الوقت كتاب بشري بشكل كامل دون أدني تعارض، فالوحي في المفهوم المسيحي يؤكد علي شخصية الكاتب ان له لغة بشرية خاصة، له مستوي ثقافة معين، يعيش في حضارة معينة، غير أنه كتب بفعل شركة كاملة مع الروح القدس، أي أن الكاتب لم يكن في حالة غير طبيعية، أنما كان في حالة استنارة كاملة.
2- نص الكتاب المقدس وترجماته:
لم يُكتب الكتاب باللغة العربية التي نتحدثها، نحن لا نقرأ الكتاب بلغاته الأصلية إنما بترجمات، أنت تقرأ الكتاب مترجم إذن انت قد دخلت بالفعل داخل دائرة التفسير، ومن هنا تأتي أهمية قرأه أكثر من ترجمة واحدة لتوضيح المعني وتقديم كل المعاني الممكنة للنص ورفع الغموض عن مشاكل ترجمة بعينها.
3- الحاجة الي تفسير
هناك اشكاليتان أساسيتان عند التعامل مع النص الكتابي وهما الاشكالية الحضارية، لأن الكتاب المقدس كُتب في حضارة معينة، ثانيا: الاشكالية الأدبية فالكتاب هو مجموعة متنوعة من النصوص المختلفة في ادبها كشعر ونثر ورسائل ونبوات ورؤي الخ ووظيفة التفسير هو احضار هذه البيئة لواقعنا، وإزالة الصعوبات اللغوية والأدبية عن النص.
وسائل التفسير (1) قاموس للكتاب المقدس او دائرة معارف تحوي الخلفية الحضارية للسفر (2) كتاب تفسير جيد يعرف كتاب التفسير الجيد من قدرته علي تقديم كل التفاسير الممكنة للنصوص الصعبة ويقدم شرح وافي لكل احتمالات التفسير .
4- اسفار الكتاب المقدس:
i. الرسائل: هي مكالمة تليفونية من طرف واحد، هي إجابة لأسئلة لا نعرفها، إذن دور القارئ هو تخمين هذه الأسئلة. واي رسالة تتكون من: (1) الكاتب من هو الراسل؟ وما هي شخصيته وحالته حسبما يظهر من الرسالة (2) الكنيسة (المرسل اليه) هل زارها الرسول من قبل ام لا، ما مدي موقف الرسول منها هل هو راضي عنها وعن مواقف المؤمنين فيها؟ (3) الموضوعات الرئيسية (ماهي فكرة او الافكار الرئيسية المسيطرة علي الكاتب؟ (4) زمان ومكان الخطاب.
ii. الاناجيل قصة واحدة وروايات متعددة
iii. الشريعة هي عهد بين الله وشعبه او مع الانسان.
iv. الانبياء وتطبيق العهد ، الخير لمن اتبع الوصية، الشر لمن رفض الوصية.
v. كتب الحكمة والاشعار هي مجموعة من الحكم والامثال القصيرة ، خاضعة للميزان الشعري والضرورة الشعرية.
vi. الاسفار التاريخية هل هي مجرد سرد للتاريخ؟ هي قصة الله مع شعبه فالهدف هو كيف يحرك الله التاريخ من خلال قديسي العهد القديم ويصنع معهم عهوده.

هل تبحث عن  الاعتماد على الآية الواحدة وترك باقى الآيات 1990 محاضرات الكلية الإكليريكية فيديو البابا شنودة الثالث

محاضرة الباحث جورج فرج ” مدخل الي الكتاب المقدس″

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي