مزامير المصاعد (120 – 134) هي الترانيم التى كان الشعب القديم يشدو بها أثناء ترحاله فى طريق الحج إلى أورشليم وقت الأعياد، وفي الترجمة السبعينية (ترجمة العهد القديم إلى اللغة اليونانية)، يرد عنوان هذه المزامير : ترانيم الدرجات أو المراقى. لقد كان الشعب اليهودي يُعَيِّد ثلاثة أعياد كبرى فى السنة:

1- عيد الفصـح : وفيه يجددّون ذكريات خلاص الله العظيم لهم حينما كانوا مستعبدين في أرض مصر.
2- عيد الخمسين : ويجدّد الشعب خلاله ذكريات تكريسهم للعهد.
3- عيد المظـال : وفيه يجدّد الشعب فرحه ووحدته.
فى الطريق الطويل ، المرتفع جغرافياً، إلى الربوة العالية المقامة عليها مدينة أورشليم كان الشعب يسترجع الذكريات الجميلة، ذكريات معاملات الله العظيمة معه (خر 23 : 14-17، 34 : 22 – 24). وهذه الرحلة ربما تعنى لنا اليوم الصعود في سياحتنا المسيحية نحو الله من مجد إلى مجد (في 3 : 14). إنها تجسيد لرحلة الإيمان للفرد والشعب التى تذكرنا دائماً بـ :

– من نحن.
– إلي أين نحن ذاهبون (إش 2 : 3 ، 30 : 29).

على طريق الصعود نرتفع، ليس فقط على المستوى الجغرافى، بل أيضاً على المستوى الروحي والفكري والمعنوي … وإلي المدينة السماوية التى صانعها وبارئها الله نتفكّر بهذه المعاني : إننا الشعب المفدى الذي تمتع بالخلاص، وشعب الطاعة المدعو لحفظ العهد ، والشعب الذى اختبر البركة والفرح.

في هذه المزامير، نجد كل احتياجات الطريق. لنا فيها أغانى مبهجة ومنعشة تُدخل السرور إلى القلب المشتاق للوصول، وكذلك لنا فيها الجانب العملي الذي يشبه الدليل أو الخريطة التي ترشد المسافر إلى وجهته الصحيحة. إنها كالعلامات الإرشادية على طريق سياحتنا المقدسة.

قد نرى هذه المزامير كآثار . وقد ننظر إليها كذلك على أنها آثار خطوات، فالآثار تشير إلى البعد التاريخي لهذه المزامير، ووقع الأقدام يذكرنا بمكان التحرك الصحيح بعيداً عن المزالق والمعاثر.

هل تبحث عن  مكان عروس المسيح بين السمائين

بعض الملاحظات على هذه المجموعة من المزامير :

1- هذه المجموعة تشبه سفر المزامير فى مجموعه، لأن السفر ينتهى ببركة وتمجيد، ونفس التمجيد يظهر فى نهاية مزمور 134.

2- البعض يقسّم سفر المزامير إلى خمسة أجزاء ويقسّم هذه المجموعة أيضاً إلى خمسة أجزاء كل جزء عبارة عن ثلاثة مزامير.

3- يقول بعض الشرّاح إن هذه المزامير كانت تتغنى بها الفرقة الموسيقية المختصّة بالغناء فى الهيكل، وهى تقف على درجات السلم الذى يفصل بين الدار الداخلية والدار الخارجية.

4- البعض الآخر من المفسرين يقول إن سرّ تسمية مزامير المصاعد بهذا الاسم، هو أن كل ترنيمة تسير فى تكوينها سيراً تصاعدياً، بحيث أن كل عدد يكمّل العدد الذى يليه، وهكذا إلى أن تصل الترنيمة إلى قمتها فى النهاية على طريقة القصائد.

القسم الأكبر من الدارسين يقول بأن الشعب كان يرددها وهو فى طريق صعوده إلى بيت الرب فى الأعياد اليهوديّة الكبرى

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي