تفسير يهودي شيق لمزمور 2 الذي يتحدث عن الابن (2: 12)
ورد في مدراش يلقوط شمعوني (ילקוט שמעוני) (الجزء الثاني – مزمور 2)
[(مزمور 2: 2) “على الرب وعلى مسيحه” ، كاللص الواقف والمُنقِب خلف قصر الملك ويقول: لو وجدت ابن الملك فإني سأمسكه واقتله واصلبه واميته ميتة قاسية ، وروح القدوس يضحك عليه (مزمور 2: 3) “الساكن في السموات يضحك”]
التفسير اليهودي الغالب لتلك النبوة هو ان داود يتكلم بالروح عن حرب جوج وماجوج والتي ستحدث في اخر الايام وفيها يعلن الامم الحرب ضد الرب نفسه ، وهذة ليست الحقيقة الكاملة فالنبوة تتحدث عن زمنين ، احدهما طُبِق على مجئ المسيح الاول والشق الثاني على مجيئه الثاني المنتظر .
ما عرضه اليهود من مثل لشرح الاية انطبق عليهم حرفيا في فترة اواخر الهيكل الثاني .. فما اللص سوى يهود ذلك الزمان -الذين رفضوا يسوع- وعلى رأسهم الكهنة ،هم لصوص (متى 21: 13) يسكنون بجانب البيت المقدس (الهيكل) ولم يهابوه ، خططوا لقتل البرئ ، المسيح ابن الله (اشعياء 9: 6 – لوقا 1: 32 – رومية 1: 3) قائلين انه خيرا لو مات بدلا من الامة كلها (يوحنا 11: 50) ، وفي الوقت اخذوه عذبوه وصلبوه واماتوا المسيح على الصليب مذبوحا ، ولكنه اقوى من الموت فقام من الموت، لم يدرك هؤلاء الاغبياء ان هذا كان معينا كله من قبل الله ، ولم يدركوا ان ما فعلوه ظنا انه سينهي المسيحية لم يكن هو سوى البداية الحقيقية للمسيحية ليس في اليهودية فقط وانما في كل العالم “الساكن في السموات يضحك”.
ربما يظن القارئ ان تلك النبوة تتنبا عن المسيح فقط ، هذا ليس صحيحا .. فتلك النبوة شأنها شأن معظم النبوات عن المسيح والتي لا تتكلم عن مجيئه الاول فقط وانما ايضا مجيئه الثاني .هذة النبوة تحققت في المسيح وستتحقق مرة اخرى في اخر الايام عندما يجئ لصوص الامم اي جوج وماجوج (حزقيال 38 ، دانيال 9 ، رؤيا يوحنا 20) ويصنعوا حربا مع البقية الباقية لشعب الله اسرائيل الجديد (الابن البكر) ، ويظنوا انهم يستطيعوا ان يمسكوه ويقتلوه ، وحينها يجئ المسيح للمرة الثانية فيفنيهم بكلمة وتبدأ دينونة العالم كله “الساكن في السموات يضحك”.
العالم يتجه سريعا نحو دينونته ، امين تعالى يا رب يسوع.