admin
نشر منذ سنتين
2
مزمور 41 - اشفِ نفسي لأني قد أخطأت إليك

“أنا قلت يا رب ارحمني.
اشفِ نفسي لأني قد أخطأت إليك” [4].
هذه صلاة، في منتهى البلاغة في اللغة العبرية؛ فإنه ماذا يمكن لإنسان أن يفعل أكثر من الاعتراف بإخلاص وأمانة بخطاياه.
ما هو ارتباط هذه الصلاة بحديثه السابق عن الاهتمام بأمر المسكين؟
يبدو أن المرتل قد سقط تحت تأديب إلهي، إذ يربط ضيقته بإثمه، متوقعًا أنه إذ ينظر إلى أمر المسكين، يتطلع الله إليه كمسكين لكن ليس دون اعتراف بخطاياه. هنا يُبرز المرتل أن ما يناله الإنسان من هبات كثمرة العطاء المملوء حبًا لا يتم عن برّ ذاتي، وإنما عن مراحم الله المجانية، إذ يعترف المرتل بخطيته طالبًا الرحمة والشفاء.
كأن المرتل يقول: إن كنت قد تفهمت في أمر إخوتي المساكين فذلك ليس فضلًا مني، فإنك تتطلع إليّ وتتفهم أمري أنا المسكين المجروح بالخطايا والمحتاج إليك كطبيب للنفس والجسد.
يشفيك الله فقط إن أقررت بجرحك.
عندما ترقد تحت يديْ الطبيب، وتطلب عونه بلجاجة. فإن غَسل أو كوي أو بَتر، احتمل هذا بهدوء، لا ترتبك بذه الأمور فُتشفى.
إنك تشفى إن قدمت ذاتك للطبيب؛ ليس لأنه لا يراك إن أخفيت نفسك، وإنما الاعتراف هو بداية استعداتك صحتك.

الأب قيصريوس أسقف آرل

اعتاد المرتل أن يبدأ اعترافه باتهام نفسه أولًا، بعد ذلك يشتكي العدو الشرير المقاوم له؛ فهو لا يبرر نفسه ولا يلقي باللوم على غيره، إنما يطلب عونًا من الطبيب ليشفيه أولًا ثم يقيه مما قد يصيبه من الخارج

هل تبحث عن  " تَمَّت هذه الآيةُ بِمَسمَعٍ مِنكُم" (لوقا 4: 21)

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي