admin
نشر منذ سنتين
2
مزمور 45 - انسكبت النعمة من شفتيك




“انسكبت النعمة من شفتيك،

لذلك باركك الله إلى الدهر” [2].
يقول القديس باسيليوس الكبير: [إن النبيإذ تفرس في بهاء مجد لاهوت الابن نطق بهذا القول مشتاقًا إلى جمال لاهوته، وقد فاضت النعمة على شفتي الابن، كما جاء في الإنجيل المقدس أن الجموع كانت تتعجب من كلمات النعمة الخارجة من شفتيه (لو 4: 22)؛ فقد كان يجتذب سامعيه بفرح ويقنعهم ويقودهم إلى التلمذة له، حتى أنه في مدة يسيرة انتشر كلامه بكرازة الإنجيل في كل المسكونة.
لقد أدرك معلمنا بطرس الرسول قوة كلماته وفاعليتها، فقال: “إلى من نذهب؟! كلام الحياة الأبدية عندك” (يو 6: 68). وتتحدث الكنيسة في سفر النشيد عن جاذبية كلمة المخلص، قائلة: “اجذبني وراءك فنجري” (نش 1: 2).
* نعومتها (عذوبتها الشديدة) تدل على فيض نعمة تعليمه .

العلامة أوريجانوس

* تعني “النعمة” هنا ما حلّ بالجسد… لأنه قد انسكبت كل نعمة في ذاك الهيكل. فلم يعطِ الروح القدس ذاك الهيكل مكيالًا معينًا، “لأنه من ملئه نحن أخذنا” (يو 1: 16). نال هذا الهيكل النعمة في كل ملئها وفيضها… فكانت النعمة بالحق كاملة، أما في البشر فقليلة، ولا تزال كقطرة من تلك النعمة.

القديس يوحنا الذهبي الفم

هكذا يُحسب القديس يوحنا الذهبي الفم أن ما نناله من نعم أشبع بقطرة نتقبلها من السيد المسيح الذي باتحاد لاهوته بناسوته قدم ملء النعمة للناسوت غير المنفصل عنه ليكن مصدر نعم لنا. وهكذا كثيرًا ما يكرر القديس كيرلس الكبير بأن الكلمة الإلهي أخذ إنسانيتنا ليجدد طبيعتنا الفاسدة، فنرى فيه مصدر كل تجديد ونعم سماوية.
يمكننا الكشف عن زوايا من النعم التي تفيض من شفتيه، مثل:
1. تمتعنا بالكلمة ذاته المتجسد، نتناول جسده ودمه المبذولين سرّ نعمة لاتحادنا معه، وثبوتنا فيه، إذ يقول: “من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية، وأنا أقيمه في اليوم الأخير” (يو 6: 54).
2. قدم بشفتيه كلمته التي تُنير البصيرة الداخلية وتجتذب النفوس إلى خلاصه، فقد قيل: “فلما جلس تقدم إليه تلاميذه، ففتح فاه وعلمهم… فلما أكمل يسوع هذه الأقوال بُهتت الجموع من تعليمه، لأنه كان يعلمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة” (مت 5: 1-2؛ 7: 28-29).
3. بكلماته يهب الغفران من عندياته: “مغفورة لك خطاياك” (لو 7: 48).
4. بكلمات نعمته الواهبة الحياة كان يشفي الأمراض، ويعزي الحزانى، ويُبكم المقاومين، ويخرج الشياطين، ويقيم من الموت.
5. بكلماته فتح أمامنا أبواب الفردوس، إذ يقول: “اليوم تكون معي في الفردوس” (لو 23: 43).
تبقى كلمات السيد المسيح التي تفيض نعمة ينطق بها حتى بعد صعوده، وذلك خلال رسله وتلاميذه والكارزين بإنجيله… إذ يمثل هؤلاء شفتيه اللتين تفيضان بنعمته.

هل تبحث عن  اجتمعت الجماهير حول يسوع في الكتاب المقدس

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي