مجد داخلي:
“كل مجد ابنة الملك من الداخل” [13].
إذ تدخل العروس إلى حجال عريسها الملك تصير له كل شيء: عروسًا وابنة وخادمة وصديقة الخ… تُمجده بحياتها حتى بأفكارها الخفية فيُمجدها هو أيضًا.
* يجب أن نلاحظ أنه كما أن للملك حجالًا خاصًا إليه تُحضر عروسه أو ملكته، هكذا للعروس غرفتها حيث يُغلق الباب متى لحق بها كلمة الله (اللوغوس) ودخلت معه. لهذا فهي بكل ما لها من غنى في الداخل تغلق عليه في غرفتها هذه لتُصلي إلى الآب الذي يرى في الخفاء، وتدرك نفائس ما جمعته هناك، وإذ يبصر غناها يهبها ما تطلبه في صلواتها.
يُحدثنا الحكيم عن الإمكانيات الداخلية المجيدة، قائلًا: “اشرب مياهًا من جبك، ومياهًا جارية من بئرك. لا تفض ينابيعك في الخارج، في الشوارع، مع الغرباء”…
كما يقول القديس غريغوريوس أسقف نيصص: [إنه حينما تنحرف أفكارنا الداخلية نحو الخطية الغريبة نكون قد أضعنا مياه ينابيعنا، وقدمناها للغرباء].
حين نركز أنظارنا على المجد الداخلي يُقيم الله نفسه حارسًا على أبواب قبلنا أو إنساننا الداخلي، إذ يؤكد: “وأنا يقول الرب أكون لها سور نارٍ من حولها وأكون مجدًا في وسطها” (زك 2: 5).
يرى القديس أمبروسيوس أن المجد الداخلي المختوم هو بتولية النفس التي تحمل ثمارًا كثيرة صالحة: [ينطق السيد بهذا القول (نش 4: 12) للكنيسة التي يُريدها بتولًا بلا دنس ولا عيب. الجنة المخصبة هي البتولية التي يمكن أن تحمل ثمارًا كثيرة لها رائحة صالحة… إنها جنة مغلقة، لأنها محاطة بسور الطهارة من كل جهة. وهي ينبوع مختوم، لأن البتولية هي ينبوع العفة وأصلها، تحفظ ختم النقاوة مصونًا بغير اضمحلال، فيه تنكس صورة الله، حيث تتفق نقاوة البساطة مع طهارة الجسد أيضًا ].