مزمور 49 - بركات البرّ



بركات البرّ:

إذ يدفع الاتكال على غنى العالم الإنسان إلى الحياة البهيمية، إنما يدفعه كما إلى الذبح أو الموت، يصيرون في مذلة تحت سلطان راعيهم الجيد ألا وهو الموت، أما الذين لهم برّ المسيح فيحملون سلطانًا!
جُعلوا في الجحيم مثل الغنم، والموت يرعاهم،
ويسود عليهم المستقيمون بالغداة.
ومعونتهم تبلى في الجحيم من مجدهم.
بل أن الله ينقذ نفسي من يد الجحيم إذ أخذها” [14- 15].
vالذين لم يهتموا بما ينفع آخرتهم، والذين جاءوا بعدهم يصنعون مثلهم، صاروا في الجحيم مثل غنم في المجزر. وإذا لم يريدوا أن يكونوا تحت رعاية الراعي الصالح لهذا “يرعاهم الموت“، أي الهلاك. وأما “معونتهم” التي فب مالهم وقوتهم، والتي كانوا يستعينون مستغيثين بها تقدم وتبل في الجحيم، إذ تذهب عنهم ويصيرون عرايا من مجدهم.
وأما المستقيمون فإنه إذ يشرق عليهم الغداة وصحوة النور الإلهي في الدهر العتيد يصيرون رؤساء وسادة!
يقول القديس باسيليوس الكبير:

إذ كان الإنسان في كرامة ولم يعرفها وقيس بلبهائم وشُبه بها، لذلك استولى المحتال على الجنس البشري بأسره، وجمع كافة الناس في الجحيم مثل الغنم التي بلا فهم ولا تقدر أن تمانع، ودفعها إلى الموت، وصار يرعاها منذ آدم حتى مجيء ربنا يسوع المسيح له المجد. ولأجل هذا قال في الإنجيل المقدس: “أنا هو الراعي الصالح”
– الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف التي كان يرعاها الموت. ثم أنه بالغداة، أي لما أشرق وارتفع نهار شمس البر الذي هو ربنا يسوع المسيح، فإنه الذين تبعوا الاستقامة وآمنوا به عتقهم من رق الموت العقلي الذي هو البُعد عن الحياة الأبدية. وسلَّم حراستهم للمستقيمين، أعني الملائكة الذين يسودون على المؤمنين الذين كل واحدٍ منهم يتولى ملاك مستقيم حراسته، يدبر حياته لأجل خلاص نفسه وحراسة جسده.
الأب أنثيموس أسقف أورشليم
إن كان المسيح هو “الحياة”، فإبليس هو “موت”… ليس لأنه الموت في ذاته، وإنما يحل الموت بسببه…

بالنسبة لغير المؤمنين الموت هو الراعي، أما بالنسبة للمؤمنين فالحياة هي الراعي. فإن كان في الجحيم يوجد الغنم الذي راعيه الموت، ففي السماء يوجد الغنم الذي راعيه الحياة… إننا بالجسد نسير على الأرض وبالقلب نسكن في السماء. نسكن هناك إن كنا نرسل كل ما يمسنا إلى هناك…
سيظهر تعبنا في الغداة، وسيكون الثمر في الصباح، فالذين يتعبون الآن يملكون، وأما المتكبرون والمتشامخون هنا ينحدرون إلى أسفل. فإنه ماذا يقول بعد: “ويسود عليهم المستقيمون بالغداة”.
القديس أغسطينوس
استعدوا وتهيأوا لملاقاة (ملاك الموت) الذي يُفنى شكلنا… إذ ينزعون جمال مجد طبيعتهم (الأشرار) وتتحلل أجسادهم في التراب.

طوبي للإنسان الذي يحتفي بالنجاة من هذا الهلاك بفرح !
مار إسحق السرياني

هل تبحث عن  133-لذلك أقول لكم لا تهتمُّوا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون. ولا لأجسادكم بما تَلبَسون

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي