عدم الشركة مع الأشرار:
“إذا رأيت سارقًا سعيت معه،
ومع الفسقة جعلن نصيبك” [18].
هذه ثمرة عدم قبول تأديب الرب، أن تكون للإنسان شركة مع الأشرار في شرهم، أو على الأقل رضا بما يفعلونه وكما يقولالقديس أغسطينوس: [إنك لا تفعل الشرور، فهل تمدح فاعلي الشر؟!].
* أن تعلن برَّ الرب وعهده ولا تفعل ما يفعله الرب، ماذا عساه؟ إنه طَرْحُ لكلماته، واحتقار لتعاليم الرب، وارتكاب لسرقات وزنا روحي لا أرضي.
من يسرق الحق الإنجيلي وكلمات ربنا وأعماله ويختلسها، إنما يفسد الوصايا الإلهية ويدنسها، كما هو مكتوب في إرميا: “ما للتبن مع الحنطة يقول الرب…؟ لذلك هأنذا على الأنبياء يقول الرب، الذين يسرقون كلمتي بعضهم مع بعض… الذين يضلون شعبي بأكاذيبهم واستخفافهم” (إر 23: 28-32).
الشهيد كبريانوس
هكذا يحسب المرتل من يُعلّم بكلمة الرب ولا يتممها كمن يختلسها ويخونها، أو كمن يرتكب زنا روحي. هذا ما فعله بعض قادة اليهود في عصر السيد المسيح، إذ كانوا مؤتمنين على كلمة الله، يظهرون غيرة في تعليمهم للشريعة، وفي نفس الوقت رفضوا الرب، ودبروا قتله، بينما التصقوا بيهوذا السارق وبارباس الفاسق وجعلوا نصيبهم معهما.
يرى العلامة ترتليانأنه يليق بنا لا أن نكف عن هذه الشرور (السرقة والزنا) فحسب وإنما أن نقطع علاقتنا بمن يرتكبونها، فننفصل عنهم فيما هم يسلكونه من الشر. إننا معهم في ذات العالم لأنه من خلقة الله الصالح، لكننا لسنا معهم في السلوك العالمي الشرير الذي وُضع تحت سلطان إبليس. بمعنى آخر، لنحيا معهم في العالم ولكن ليس بروح العالم الشرير!