مزمور 53 - لماذا التكرار؟

لماذا التكرار؟

يتساءل البعض: لماذا يتكرر ما ورد في المزمور 14 بعينه في المزمور 53 مع اختلافات بسيطة؟ هل يوجد تكرار في الوحي؟
1. يؤكد هذا التكرار أن يد التحريف لم تمتد إلى الكتاب المقدس، وإلاَّ لكانت قد حذفت ما نحسبه تكرارًا بلا معنى.
2. جاء المزمور 14 مناسبًا في وضعه حيث الحديث في القسم الأول (مز 1-41) هو عن الإنسان والخلاص، فعلى المستوى الشخصي يلزم أن يعترف الإنسان بفساد طبيعته، وبالتالي حاجته إلى مخلص شخصي. ففي المزمور السابق له كانت صرخات المرتل: “إلى متى يا رب تنساني؛ إلى الانقضاء؟! إلى متى تصرف وجهك عني؟!” (مز 1:13). وقد جاءت الإجابة في المزمور 14: لم يصرف الله وجهه عن الإنسان، إنما جهل الإنسان وفساد طبيعته هما السبب. يتطلع الله من السماء ولا يجد من يفهم أو يطلب الله. كما جاء المزمور التالي له (مز 15) يوضح سمات الإنسان التقي الذي يتأهل للسكنى في بيت الرب، خاصة “السلوك بلا عيب”، وهي سمة لا تنطبق تمامًا إلاَّ على الكلمة المتجسد، وكأنه لا خلاص من الجهالة إلاَّ بالاتحاد معه، فيتهيأ المؤمن للتمتع بالمقدسات الإلهية.
والحديث في القسم الثاني (مز 42-72) هو عن الكنيسة والخلاص، فإن كان الأشرار يريدون أن يقتلعوا الأبرار من الكنيسة، إلاَّ أن الله يغرسهم كشجر الزيتون المثمر في بيت الرب (مز 52)، مرة أخرى يؤكد على المستوى الجماعي أن فساد طبيعتنا، وليس الأعداء الظاهرون، هم الذين يحرموننا من التمتع بالحياة المقدسة التي للكنيسة الروحية. وكأن المزمور 14 يوضح سرّ فسادنا كأشخاص، والمزمور 53 يؤكد أنه لذات السبب تفسد الجماعة ككل!
3. اُستخدم كل مزمور منهما في مناسبة مختلفة، وإن تشابها إلى حد كبير!
هل تبحث عن  و نحن أيضاً الغرباء في هذا العالم احفظنا في إيمانك❤️

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي