الله معين لي
صار أقربائي حسب الجسد غرباء ومقاومين لي، أما أنت أيها السماوي، فصرت قريبًا لي، تعينني وتنصرني.
هُوَذَا اللهُ مُعِينٌ لِي.
الرَبُّ بَيْنَ عَاضِدِي نَفْسِي [ع4].
يمكننا القول بأن العبارات السابقة تمثل مرثاة للصليب! لكن ليس مرثاة الحزن المملوءة يأسًا، إنما مرثاة البشرية التي لا تدرك حب الله وعمله الخلاصي. الآن خلال الصليب تتحول المرثاة إلى تسبحة بهجة بالخلاص، وترنم بالقيامة واهبة الحياة الجديدة الفائقة. “هوذا الله معين لي؛ الرب بين عاضدي نفسي”، وكما سبق فقيل: “أنا اضطجعت ونمت ثم استيقظت، لأن الرب يعضدني” (مز 3: 5). وأيضًا: “رد لي بهجة خلاصك، وبروح منتدبة أعضدني” (مز 51: 12).
يَرْجِعُ الشَرُّ عَلَى أَعْدَائِي.
بِحَقِّكَ أَفْنِهِمْ [ع5].
“أعدائي”: يقصد بهم عدو الخير وقواته الذين يجولون للافتراس. وكما جاء في هوشع: “فأكون لهم كأسدٍ؛ أرصد على الطريق كنمرٍ” (هو 13: 7). إنه يطلب من مخلصه أن يحطم إبليس، فلا يقوى بعد على مقاومة أولاد الله.
* ليعلنوا تغربهم عن الله وعني، وليستخدموا كل العنف ضدي، متجاهلين وجه الله. فإنني لا أخاف مادام الله في جانبي. بترك الأشرار يجتنون ثمرة أفعالهم، يرد عليهم أعمالهم الشريرة. هم يطلبون أن يستأصلونني، فيستأصلوا أنفسهم.
كيف يعينك (الله)؟
“الرب رافع نفسي”…
ينتعش هؤلاء الرجال (الأشرار) في إخلاصهم للعالم، لكنهم يهلكون بقوة الله. ليس كما ينتعشون هكذا يُستأصلون. فإنهم ينتعشون إلى زمانٍ، ويهلكون إلى الأبد. ينتعشون في خيرات باطلة، ويهلكون في عذابات حقيقية.
القديس أغسطينوس