admin
نشر منذ سنتين
2
مزمور 57 - الصليب واهب القوة، والفرح، والمجد

الصليب واهب القوة، والفرح، والمجد

جاءت الآيات الخمس الأخيرة مطابقة للمزمور 108: 1-5، مع أن المناسبتين في المزمورين مختلفتين. فالمرتل كان يجد سلامه ونجدته في التسبيح لله. كثيرًا ما تبدأ المزامير بالصراخ وطلب العون الإلهي، وتنتهي بالتسبيح والشكر لله مخلصه.
ثَابِتٌ قَلْبِي يَا اللهُ، ثَابِتٌ قَلْبِي.
أُغَنِّي وَأُرَنِّمُ [ع7].

إذ يركز المرتل أنظاره على مخلصه، ويضع ثقته فيه، هذا القادر أن يرفعه من الهاوية إلى السماوات، يصير قلبه ثابتًا، فلن يقدر العدو – مهما بلغت حيله وقدراته – أن ينحرف به عن هدفه.
كان المرتل مستعدًا أن يحتمل كل التجارب التي تحل به، مادام الله مخلصه يسنده!
* يقول القديس أثناسيوس الرسولي إن النبي يقول: إني مستعد ومهيأ لقبول الروح القدس الموعود به من الابن الوحيد، الذي يلهم بالتسبيح والترتيل لأجل عظائم الله.
الأب أنثيموس الأورشليمي

* يلزم للشخص ألاَّ يفتخر بكراماته الزمنية، بل يُعد قلبه لاحتمال كل الأشياء، حتى يستطيع أن يرتل بفرحٍ مع النبي، قائلًا: “قلبي مستعد يا الله. قلبي مستعد.
القديس أغسطينوس

* ماذا يعني: “ثابت قلبي” سوى “إرادتي قوية”؟
الأب قيصريوس أسقف آرل

* ماذا يفعل معي؟ إنه يُعد لي حفرة، وأنا أعد قلبي. يُعد حفرة ليخدعني، ألا أعد قلبي لكي يحتمل؟ يُعد حفرة لاضطهادي، ألا أُعد نفسي للاحتمال؟ لهذا فإنه يسقط فيها، وأنا أرنم… لتسمع للقلب الذي أُعد في الرسول، إذ تمثل بربه، قائلًا: “نفتخر أيضًا في الضيقات، عالمين أن الضيق ينشئ صبرًا، والصبر تزكية، والتزكية رجاءً، والرجاء لا يخزي، لأن محبة إلله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المُعطى لنا” (رو 5: 3-5). لقد كان في ضغطات، في قيود، في سجون، ويقول: “نفتخر في الضيقات”. متى؟ عندما كان قلبه مُعدًا (ثابتًا).
القديس أغسطينوس

هل تبحث عن  دير السيدة العذراء مريم القبطي الأرثوذكسي، الحواويش، أخميم، سوهاج، مصر

اسْتَيْقِظْ يَا مَجْدِي.
اسْتَيْقِظِي يَا رَبَابُ، وَيَا عُودُ.
أَنَا أَسْتَيْقِظُ سَحَرًا [ع8].

جاءت كلمة “مجدي” في الترجمة السريانية “قيثارتي”.
جاء في التقليد اليهودي أن داود المرتل اعتاد ألاَّ تفارقه قيثارته أو مزماره، حتى أثناء هروبه يحملها معه، فلا يقدر أن ينام دون عزف مزمور أو مزمورين، ولا يبدأ عمله في الصباح المبكر دون ممارسة نفس الأمر. لقد عرف أن يسبح الله حتى في لحظات الشدة والضيق.
* أعني أيها الإله، أنت مجدي، لأنك تمجدني بمعونتك. لتنهض الآن لمعونتي، فإني مستعد أن أسبحك وأشكرك بالمزمار والقيثارة حالًا.
يدعو النبي اتفاق القوات الروحية مع الحواس الجسدية وانتظامها معًا مزمارًا وقيثارة. أما القديس أثناسيوس الجليل فيدعو نعمة البنوة مجدًا، ويدعو نفسه وجسده مزمارًا وقيثارة، إذ ينهض لتسبيح الله (بروحه وبجسده). أما قوله “سأستيقظ سحرًا” فمعناه إني بسبب استنارتي بروح البنوة أسبحك ليس الآن فقط، بل وعند إشراق الشمس بالإيمان بك في العالم، في النهار المنتظر الذي هو يوم تجسدك الإلهي.
الأب أنثيموس الأورشليمي

يرى القديس جيروم أن المتحدث هنا هو السيد المسيح الذي أخفى مجد لاهوته بتأنسه؛ ففي وسط آلامه يطلب إعلان مجده الخفي.
* “استيقظ يا مجدي، استيقظ”. ليكن هذا هو فكرنا، أن الإشارة هنا هي لمجد المخلص، الأمر الذي أدركه الرسل في تواضع جسده (جسد المسيح)، ورأوا بعيون ثاقبة ليس ما هو ظاهر، بل ما هو مخفي في الجسد.
القديس جيروم

* ليتحقق فينا القول: “اَفغر فاك فأملأه” (مز 81: 10)، “الرب يعطي كلمة، المبشرات…” (مز 68: 11). أنا متأكد تمامًا أن صلواتكم مثل صلاتي تمامًا هي بخصوص صراعنا، لتتحقق النصرة للحق. فأنتم تطلبون مجد المسيح لا مجدكم. إن كنتم منتصرين، فأنا أيضًا اقتني النصرة إن اكتشفت خطأي .
القديس أغسطينوس

هل تبحث عن  الجَرَار

يقدم كثير من الآباء مفاهيم رمزية للرباب والعود، بكونهما يمثلان جسد المؤمن ومواهبه وطاقته التي تستيقظ لتسبيح الله وتمجده. وإذ يرى القديس أغسطينوس في المزمور أنه مسياني، لذا يرى في الرباب والعود عمل السيد المسيح، سواء بحسب لاهوته كصنع المعجزات، أو من جهة ناسوته كالجوع والعطش والنوم الخ.
* الرباب هي الجسد الذي يمارس الإلهيات؛ والعود هو الجسد الذي يحتمل الآلام. لتعزف الرباب، وليستنير الأعمى، ويسمع الأصم، وليمتلئ المفلوج بالقوة، ويمشي الأعرج، ويُشفى المريض، ويقوم الميت؛ هذا هو صوت الرباب. وليصدر العود صوتًا، ليكن (المسيح) جائعًا وعطشانًا ونائمًا، ويُجلد، ويُسخر منه، ويُصلب ويدفن. عندما ترى في هذا الجسد أمورًا تعطي صوتًا من فوق، وأمورًا من أسفل، فإن جسدًا واحدًا يقوم، وفي جسدٍ واحد نعزف الرباب والعود معًا. هذان النوعان تحققا في الإنجيل، وكُرز بهما في الأمم، المعجزات التي للرب، وآلامه.
القديس أغسطينوس

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي