admin
نشر منذ سنتين
2




مزمور 59 -بِلاَ إِثْمٍ مِنِّي يَجْرُون




بِلاَ إِثْمٍ مِنِّي يَجْرُون،
وَيُعِدُّونَ أَنْفُسَهُمُ.
اسْتَيْقِظْ إِلَى لِقَائِي، وأنْظُرْ [ع4].
يعاني أحيانًا الصِديق من ضيقة نفسه بسبب تجمهر الأشرار عليه، وإصرارهم على أن يكمنوا لنفسه، وكأنهم أقوياء يلهون بفريسة ضعيفة عاجزة عن الدفاع عن نفسها. هنا يبدو له كأن الأشرار الأقوياء لا ينامون الليل لتحقيق مكائدهم، بينما يبدو كأن الله نائم لا ينظر إلى المسكين المظلوم. لذا يصرخ المرتل: “استيقظ إلى لقائي واُنظر!”
إنهم يركضون (يجرون) كمحاربين مسلحين، يندفعون في المعركة (مز 18: 29). يعدون أنفسهم، فلا يتحركون اعتباطًا، إنما وُضعت خطة، وأعدوا أنفسهم لتنفيذها بكل دقة، كقوات تقتحم مدينة (أي 30: 14). إنهم لم يتركوا حجرًا لم يقلبوه رأسًا على عقب لدماري تمامًا.
يدعو المرتل الله أن يستيقظ ليلتقي معه، ويمده بعونه، فالأمر يمس حياة المرتل، أي في غاية الخطورة. شعر المرتل كأن الله نائم من جهة سلامه (مز 44: 13)، لا يشعر بعنف الأشرار ضد داود، والخطر الذي يحدق بمؤمنيه.
ربما يتساءل أحد كيف يطلب داود المرتل من الله أن يلتقي به لينظر أنه يسلك بلا إثم، ويجري بلا خطية. هل يحتاج الله إلى اللقاء معه لينظر ما في داود؟ يفسر لنا القديس أغسطينوس هذا بأنه عندما ينظر إليه ليرى، إنما يُقصد به أنه يُعلن لنا ما يراه هو.
* هذا يشبه تمامًا لو كنت سائرًا في طريقٍ، ويوجد من بعيد شخص لم تستطع أن تتعرف عليه، فإنك تدعوه، قائلًا له: قابلني، وانظر كيف أنا سائر، فإنك إذ تلمحني من بعيد لا تقدر أن ترى خطواتي. هل هكذا بالنسبة لله إن لم يقابل الشخص لا يراه ولا يدرك أنه يسير بلا إثم ويجري بلا خطية؟ يمكننا أن نقبل التفسير التالي، وهو: “قم وقابلني:، بمعنى “لتعينني”. أما عن الإضافة: “وأنظر”، فيلزم أن تُفهم هكذا: “أنظر إنني أجري؛ لأكون موضع رؤية بأنني أسلك بإرشاد. بحسب هذا التفسير أيضًا قيل لإبراهيم: الآن علمت أنك خائف الله” (تك 20: 6). يقول الله: “الآن علمت“، ماذا تعني سوى: “إنني أجعلك تعلم”؟
القديس أغسطينوس

هل تبحث عن  قلتُ، الحرب بين إرادة “حبّ الذّات” وإرادة “حفظ الوصيّة”

* الذي يجري بسرعة لا يظهر كمن يلمس الأرض، بل يبدو كما لو كانت له أجنحة. (يقول أيوب) “حياتي أسرع من عدَّاء” (أي 9: 25) إني أتطلع إلى فوق! “لست أركض عن غير هدفٍ” (راجع 1 كو 9: 26). إنني لا ألمس الأرض”. إذ يريد الأبرار أن يبلغوا الخط النهائي، يستمرون في الجري، حتى وإن ركضوا وسط عوائق. كمثال عندما تحل بهم ضيقة يستمرون في الركض. حتى داود ركض، إذ قال: “ركضت بدون إثم، مستمر في الركض باستقامة إلى الأمام” (راجع مز 59: 4).
القديس ديديموس الضرير

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي