تَقْطُرُ مَرَاعِي الْبَرِّيَّة،
وَتَتَنَطَّقُ الآكَامُ بِالْبَهْجَةِ [12].
هنا يتطلع المرتل إلى حكمة الله وحبه، فإن كان يحوِّل بعض البراري إلى جنات بمياه روحه القدوس، فإنه يزين بعض البراري والتلال بمراعٍ تعيش فيها قطعان الغنم والبقر وغيرها، كما في جوٍ بهيج ومفرح.
لمسات حنو الله ومحبته تسكب روح الفرح في كل موضع، وفي حياة كل أحد. فالحقول بالثمار والتلال والجبال بمراعيها، الكل يُسَبِّح بهتاف!
يقصد بالسهول والتلال والأودية البشر.
* يُدعَى الصديقون سهولًا من أجل مساواتهم، وتِلالًا من أجل رفعهم، فإن الله يرفع فيه المتواضعين. ونهاية البرية هي كل الأمم… إنهم برية لأنهم لم يُرسل لهم نبي، إنهم مثل صحراء لم يَعبُر بها أحد. لم تُرسَل كلمة الله للأمم، إنما أُرسل الأنبياء لإسرائيل وحدها… لقد وجد حصاد أول، وسيحدث حصاد آخر في نهاية الزمن. الحصاد الأول من اليهود، إذ أُرسل لهم الأنبياء يعلنون عن مجيء المخلص. لذلك قال المخلص لتلاميذه: “انظروا الحقول إنها قد ابيضَّت للحصاد” (يو 4: 35)، الأراضي تعني اليهودية… في الحصاد الثاني يتعب الرسل. وفي النهاية يرسل الله ملائكته للحصاد.
القديس أغسطينوس