admin
نشر منذ سنتين
2
مزمور 68 |انهيار الأعداء وصعودنا معه





انهيار الأعداء وصعودنا معه

مُلُوكُ جُيُوشٍ يَهْرُبُونَ يَهْرُبُونَ.
الْمُلاَزِمَةُ الْبَيْتَ تَقْسِمُ الْغَنَائِمَ [12].

يتحدث هنا عن جيوش الأعداء، سواء في البرية أو في أرض الموعد، فعلى الرغم من خبراتهم طويلة في الحروب، إلا إنهم هربوا في رعبٍ أمام شعب كان يعاني من العبودية، لا خبرة له بالحروب في ذلك الحين.
أما “الملازمة البيت” فيقصد بها المرأة، حيث كانت السيدات والفتيات يلازمن البيت، ولا يحاربن مع الرجال والشباب.
يشير هنا إلى ملوك عظماء لهم شهرتهم وقدرتهم العسكرية، هربوا أمام إسرائيل أو قتلوا بواسطتهم (مز 135: 10-11؛ 136: 17-20؛ يش 8: 2؛ قض 1: 6-7؛ 4: 24؛ 1 صم 30: 24).
إِذَا اضْطَجَعْتُمْ بَيْنَ الْحَظَائِرِ،
فَأَجْنِحَةُ حَمَامَةٍ مُغَشَّاةٌ بِفِضَّةٍ
وَرِيشُهَا بِصُفْرَةِ الذَّهَبِ [13].

كانوا كعبيدٍ يعيشون في مذلة بين الحظائر، ليس لهم بيوت يستقرون فيها. الآن جعلهم الله برعايته الفائقة أشبه بحمامة تطير نحو السماء، جناحاها مغشيان بالفضة، وريشها بصفرة الذهب. جميلة ورائعة وغنية، وقادرة على الطيران.
من هي هذه الحمامة المغشاة بالفضة وريشها بصفرة (بريق) الذهب إلا كنيسة العهد الجديد، التي إذ تمتعت بسكنى الروح القدس وقيادته لها صارت حمامة وديعة تحمل سمات عريسها السيد المسيح الوديع. أما أنها مغشاة بالفضة، فلأن الفضة تشير إلى كلمة الله المصفاة (مز 12: 6)، وريشها يشير إلى المؤمنين الذين أشبه بالريش الخفيف الطائر نحو السماء، وقد حملوا السمات السماوية التي يشار إليها بالذهب.
في حديث القديس أمبروسيوس عن إبراهيم يقول بأن لوطًا كان غنيًا بالقطعان والبقر والخيام (تك 13: 5)، لكن لم يكن له فضة ولا ذهب مثل إبراهيم (تك 13: 3)، إذ لم يكن بعد قد تمتع بكلمة الله ولا بالشركة في سمات المسيح السماوي.
يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن هذه الحمامة العجيبة في شكلها هي الرحمة، التي تطير بمن يمارسها لتدخل به إلى السماء، وتقيم نفسه ملكة.
* عمل الرحمة كما لو كان أعظم الفنون روعة، حاميًا العاملين به. الرحمة عزيزة لدى الله، تقف دومًا بجواره، مستعدة تسأل نفعًا لمن يريد، إن كنا لا نسيء استخدامها… عظيمة هي قوتها، حتى للذين يخطئون. إنها تُحَطِّم القيود، وتُبَدِّد الظلمة، وتُطفئ النيران، وتقتل الدود، وتنزع صك الأسنان. تُفتح لأبواب السماء بأمان عظيم. وكما عند دخول ملكة لا يجرؤ أحد من الحراس المقيمون عند الأبواب أن يسألها من هي، إنما يستقبلها الجميع حالًا، هذا ما يحدث مع الرحمة. إنها بالحقيقة مَلِكة، تجعل البشريين، متشبهين بالله، إذ يقول: “كونوا كاملين كما أن أباكم كامل” (لو 6: 36). إنها ذات جناحيْن ومبتهجة، لها جناحان ذهبيان بطيرانها تبهج الملائكة. لذلك يُقال: “أجنحة حمامة مغشاة بفضة، وريشها بخضرة الذهب” (LXX). تطير كحمامة ذهبية حية، بمنظر جميل وعين حانية. ليس شيء أفضل من تلك العين. الطاؤوس جميل، لكن بالمقارنة بها يُحسب غرابًا. جميلة ومستحقة كل إعجاب هذه (الحمامة)، تتطلع دومًا إلى فوق، ومحاطة على الدوام بفيضٍ من مجد الله. إنها بتول بأجنحة ذهبية، مزينة بمنظرٍ رائعٍ ورقيقٍ. إنها ذات جناحيْن ومبتهجة، تقف بجوار العرش الإلهي. عندما نُدان، فجأة تطير وتُظهِر ذاتها، وتُخَلِّصنا من العقوبة، وتحمينا بجناحيها. الله يحبها أكثر من الذبائح. كثيرًا ما يتحدث الله عنها، إنه يحبها!
القديس يوحنا الذهبي الفم

هل تبحث عن  معلومات عن جُمْجُمَة | جلجثة

* “شُبهت عيناها بالحمامتين لأنها تفهم الآن الكتاب الإلهي، لا من خلال الحرف، بل بواسطة الروح، وتدرك فيه الأسرار الروحية. لأن الحمامة تشير غالبًا إلى الروح القدس. ولذا فإن إدراك الناموس وفهم الأنبياء بالمعنى الروحي هو أن يكون لنا عينا الحمامة، لهذا قيل هنا إن عينيها حمامتان.
وفي المزامير تشتاق تلك النفس أن يكون لها جناحا حمامة (مز 13:68) لتطير بهما نحو فهم الأسرار الروحية، فتستريح في أحضان الحكمة “.
العلامة أوريجينوس

إذ تطلع المرتل إلى كنيسة المسيح الجميلة، التي تقسم الغنائم التي انتزعها من يد إبليس وقوات الظلمة، يتحدث الآن مع هذه الغنائم. فإنها تستريح وتنام بين الحظائر. أي بين أسفار العهد القديم والعهد الجديد. تتمتع بالوعود الإلهية وعمل الخلاص، لتصير أجنحة الكنيسة، الحمامة الواحدة المحبوبة!
إنها أجنحة مغشاة بكلمة الله، أي الفضة، أما ريشها الذي به تطير في العلويات فهو من الذهب أي الحياة السماوية.
* ما هي الأجنحة ذاتها سوى وصيتا الحب، اللتان بهما يتعلق الناموس كله والأنبياء (مت 22: 40)؟ ما هو الحِمْل الخفيف إلا الحب ذاته الذي في هاتين الوصيتين يتحقق؟ فإن ما يبدو صعبًا في وصية هو خفيف بالنسبة للمحب.
القديس أغسطينوس

عِنْدَمَا شَتَّتَ الْقَدِيرُ مُلُوكًا،
فِيهَا أَثْلَجَتْ فِي صَلْمُونَ [14].

قارن المرتل بين جيوش المقاومين التي هربت، ونسائهم وفتياتهم اللواتي سُبين في مذلة، وبين المؤمنين الذين انطلقوا من بين الحظائر ليعيشوا في أرض تفيض عسلًا ولبنًا. الآن يقارن بين ملوك الوثنيين الذين شتتهم الله القدير وبين المؤمنين الذين صاروا في بهاء مثل الثلج في صلمون.
لون تل صلمون قاتم بطبيعته، ومنظره معتم، لكن إذ يتغطى بالثلج، يصير منظره جميلًا وبهيًا. هكذا إذ يثير الملوك الأشرار المعارك تصير أرض المعركة معتمة، وعندما تتحقق نصرة شعب الله تصير أرض المعركة موضع بهجة وفرح لهم.
حينما تجلى السيد المسيح، صارت ثيابه بيضاء كالثلج، هكذا تصير كنيسة المسيح كالثلج وإن كانت في ذاتها ظلام، لكن يعكس شمس البرّ بهاءه عليها فتتلألأ بياضًا كالثلج. كنيسة المسيح تتلألأ بالفضائل التي في حقيقتها هي شركة الطبيعة الإلهية، أي في سمات السيد المسيح.
* اعتمد المسيح في الأردن، حيث أسس شكلَ (طقس) form المعموديةِ الخلاصية (قابل مت 3 :1317). الاسم “الأردن“، يعنى “نزول أو هبوط”، وقد نزل الرب يسوع، حينما طهَّر السكان القريبين من الأردن من عدوى الخطية… هذا المجرى يقسم أَرضَ الموعد. لهذا فإن المضطربَ، إذا ما أتبع المشورةَ الصالحة، عليه أن يخرج من مصر، ويتبع طريق النور، لأن حرمونَ تفسيره “طريق السراج أو المصباح”. لهذا اخرجوا أولًا من مصر، إن كنتم ترغبون في رؤية نور المسيح. وقد خرجت المرأةُ الكنعانية من مقاطعةِ الوثنيين فوجدت المسيح. فقالت له ” ارحمنى يا ابن داود!” (مت 15 :22). وخرج موسى من مصر وصار نبيًا وأُرسِل ثانية إلى الشعب. ليخلِّص نفوسهم من أرض الضيقة (قابل خر 2 :114 :17) أيضًا فإن السراج هو في جسد المسيح، وهذا هو السراج الذي ينير الطريق، لهذا السبب أيضًا يقول القديس داود: “سراج لرِجَّلي كلامك” (قابل مز 119 :105)، وهو سراج. لأنه قد أنار أنفسَ جميعِ البشر (قابل يو 1 :9)، وأنار الطريقَ في الظلمة، وطريقُ السراج هو الإنجيل، الذي يُشرقُ في الظلام، أي العالم. ولهذا السبب أيضًا نجد في نصٍ آخر: “سيصيرون بيضًا كالثلج، على جبلِ صلمون” (مز 68 :14 LXX) أي في الظِل. (كلمة صلمون معناها ظل.)
القديس أمبروسيوس

هل تبحث عن  قراءات اليوم الاحد 6 يونيو 2021 - 29 بشنس 1737

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي