admin
نشر منذ سنتين
4

مزمور 68 |يَأْتِي شُرَفَاءُ مِنْ مِصْرَ

يَأْتِي شُرَفَاءُ مِنْ مِصْرَ.
كُوشُ تُسْرِعُ بِيَدَيْهَا إِلَى اللهِ [31].

الكلمة المترجمة هنا “تُسْرِع“، يترجمها البعض “تسبق“. وإن كانت الترجمتان تنطبقان على الأمم التي سبقت اليهود وصارت عروس المسيح، كنيسة الأمم، هذه التي متى كملت، يقبل اليهود الإيمان بالسيد المسيح في آخر الأزمنة، كقول الرسول بولس (رو 11: 25-26).
يرى القديس أغسطينوس في مصر وكوش إشارة إلى كل الأمم حيث يأتي منها سفراء للسيد المسيح أو شرفاء، يبشرون بكلمة الإنجيل المفرحة، ويسرعون بأياديهم إلى الله، إذ يعلنون إيمانهم بالعمل.
* لم يقُل شيئًا سوى: “كوش تسرع بيديها إلى الله” [31]، بمعنى أنها ستؤمن به. فإنه هكذا ستأتي بيديها، أي بأعمالها.
* ليس من الإسرائيليين وحدهم اُختير الرسل، وإنما أيضًا من بقية الأمم، لكي يكونوا كارزين بالسلام المسيحي.
القديس أغسطينوس

* كوش ستمد يدها لله” (مز 68: 31 LXX). بهذا تعني مظهر الكنيسة المقدسة، التي تقول في نشيد الأناشيد: “أنا سوداء وجميلة يا بنات أورشليم” (نش 1: 5). سوداء بالخطية، وجميلة بالنعمة. سوداء بحالها الطبيعي، وجميلة بالخلاص. هكذا هي سوداء بتراب أعمالها، لهذا فهي سوداء في جهادها، لكنها جميلة عندما تتكلل بزينة النصرة.
القديس أمبروسيوس

* يمكن أن تكون العروس سوداء وجميلة في آن واحد، ولكن احذر، فإنه إن لم تُقدِّم توبة قوية ستوصف روحك أنها سوداء وذميمة، وحتى لا يكسيك الخزي مرتين لأنك أسود بخطاياك السابقة، ودميم لأنك ماضي في نفس خطاياك، أما إذا قدمت توبة، فنفسك ستكون سوداء بسبب الخطية ولكن من أجل توبتك سيكون لها الجمال الأثيوبي كما جاء في الكتاب حينما تكلم هارون ومريم على موسى بسبب المرأة الكوشية (عد 1:12) موسى الجديد اتخذ أيضا لنفسه زوجة كوشية. لقد وصلت وصاياه إلينا، فليتكلم إذن هارون كاهن اليهود، ولتتكلم مريم التي تمثل مجمعه، فموسى لا يضع وزنًا لكلامها، فهو يحب الكوشية، التي قال عنها النبي: “من أقصي عمق النهر يقدمون لك الذبائح” (مز8:71) وأيضا أثيوبية تسبق أيدي إسرائيل أمام الله (مز 31:68). بالحق تكلم الكتاب “يسبق” ففي العهد الجديد سبقت نازفة الدم ابنة رئيس المجمع (مت 18:9). بهذه الطريقة شفيت الكوشية ومازال إسرائيل مريضًا لأن بزلتهم (إسرائيل) صار الخلاص للأمم لإغارتهم (رو 10:11).
العلامة أوريجينوس

هل تبحث عن  الابن الذي هو من الله (الآب) هو إلهنا

* دعونا نشرح معني العبارة التي قالها القديس بولس الرسول، فما المقصود بأن جميع إسرائيل سيخلص، عندما يدخل ملء الأمم؟ كان يوجد إسرائيل للخلاص: فإن كان الجزء الأكبر من إسرائيل قد سقط، لكن حصلت بقية حسب اختيار النعمة (رو 11: 5)، بقية قيل عنها في إيليا: “أبقيت لنفسي سبعة آلاف رجل لم يحنوا ركبة لبعل“.
وفي شرح المقصود بهذه البقية، يقول بولس الرسول: “فكذلك في الزمان الحاضر أيضًا، قد حصلت بقية حسب اختيار النعمة” (رو 11: 5). إذًا كان يوجد في إسرائيل بقية للخلاص حينما كانت إسرائيل مطرودة.
ولم يقل الرسول: “عندما يخلص جميع الأمم، فحينئذ سيخلص جميع إسرائيل”، وإنما: “إلي أن يدخل ملء الأمم. وهكذا سيخلص جميع إسرائيل”. فإن إسرائيل سيخلص ولكن ليس بعد أن يخلص كل الأمم، وإنما بعد أن يخلص ملء الأمم[83]. فمن هو قادر أن يحسب لنا بعقله الوقت المتبقي، في رأيه، والذي فيه تعبد جميع الشعوب الله، وكما هو مكتوب في صفنيا: “من عبر أنهار كوش المتضرعون إلي متبددي يقدمون تقدمتي” (صف 3: 10). وكما يقول المزمور 68 أيضًا، حينما تسرع كوش بيدها إلي الله (مز 68: 31)، وبعد كم من الوقت والزمان سوف يعطي “كلمة الله” الأمر لجميع ممالك الأرض قائلًا: “يا ممالك الأرض، غنوا لله، رنموا لإله يعقوب” (مز68: 32) .
العلامة أوريجينوس

* ثم إن ملاك الرب دعا فيلبس في الطريق من أجل الإثيوبي الخصي التقي جدًا، إذ سمع بوضوح الروح يقول له: “تقدم ورافق هذه المركبة” (أع 8: 29). لقد علَّم الخصي، وعمّده، فذهب إلى إثيوبيا كرسول المسيح، كما هو مكتوب: “إثيوبيا تبسط يدها” (مز 31:68). واختطف الملاك فيلبس، فصار يبشر بالإنجيل في المدن بالتتابع .
القديس كيرلس الأورشليمي

هل تبحث عن  بقدر ما يتحد الإنسان بالمسيح

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي