admin
نشر منذ سنتين
8
مزمور 69| الْعَارُ قَدْ كَسَرَ قَلْبِي فَمَرِضْتُ

الْعَارُ قَدْ كَسَرَ قَلْبِي فَمَرِضْتُ.
انْتَظَرْتُ رِقَّةً فَلَمْ تَكُنْ وَمُعَزِّينَ فَلَمْ أَجِدْ [20].

حتى النساء عندما بكين لما رأين آلام السيد المسيح، قال لهن: “يا بنات أورشليم لا تبكين عليَّ، بل ابكين على أنفسكن وعلى أولادكن” (لو 23: 28).
بلا شك أن الضيق والشعور بالظلم يسبب انكسارًا للقلب، ويؤدي إلى إصابة الجسد بالمرض. فالدواء أو العلاج هو وجود معزٍ رقيق المشاعر، يشاركه آلامه. لكن من يستطيع أن يدخل قلب المتألم ويواسيه مثل الله الكلي الحب والحنو؟
يظن بعض الدارسين أن موت السيد المسيح السريع كان بسبب شدة الحزن والضيق، الأمر الذي سبب انكسارًا لقلبه. لكن حقيقة موته- مهما تكن الأسباب- فهي بناء على سلطانه أن يضع نفسه وأن يأخذها، فقد قبل العار والخزي كما قبل الآلام الجسمانية بإرادته من قبل حبه للبشرية، ولأجل خلاص العالم.
إذ تأنس قبل الآلام جاء عنه:
“فصرخ يسوع أيضًا بصوتٍ عظيم، وأسلم الروح” (مت 27: 50؛ راجع مر 15: 37؛ لو 23: 46).
“وفي الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوتٍ عظيمٍ، قائلًا: ألوي، ألوي، لما شبقتني. الذي تفسيره: إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟” (مر 15: 34).
ومعزين لم أجد“، بقدر ما تكاتلت كل القوى المعادية ضده، لم يكن حوله أحد من المعزين. فقد خانه أحد تلاميذه، وأنكره آخر، وتركه الكل في اللحظات المُرَّة. حتى في البستان لم يستطع التلاميذ أن يسهروا معه ساعة واحدة. يقول في إشعياء النبي: “قد دُست المعصرة وحدي، ومن الشعوب، لم يكن معي أحد” (إش 63: 3). على الصليب، إذ حمل خطايانا، شعر كلمة الله المتجسد كأن الآب قد حجب وجهه عنه.
هذه الصورة من التخلي عنه من الجميع فريدة، داود النبي لم يعانِ منها هكذا.
* تطلع النبي بعينيّ النبوة إلى يسوع المتألم فرآه آتيًا من آدوم بثياب حُمر فسأله: “ما بال لباسك مُحمرّ وثيابك كدائس معصرة” (إش 63: 2).
رأى لباسه قد أغرق بالدماء، وثيابه كمن قد اِجتاز معصرة، فانسكبت دماؤه كلها. وقد صور يسوع نفسه حاله على لسان أنبيائه فقال: “قد دُستُ المعصرة وحدي ومن الشعوب لم يكن معي أحد” (إش 63: 3).
“اِنتظرتُ رقَّة فلم تكن، ومعزِّين فلم أجد” (مز 69: 20).
“أحاطت بي ثيران كثيرة. أقوياء باشان اِكتنفتني. فغروا علي أفواههم كأسد مفترس مزمجر. لقد أحاطت بي كلاب جماعة من الأشرار اِكتنفتني” (مز 22: 12، 13، 16).
“فنظرت ولم يكن معين وتحيرت إذ لم يكن عاضد” (إش 63: 5).
ربي… لقد اِجتزتَ المعصرة وحدك… أُهرق دمك الزكي وليس من يدافع ولا من يترفق!
القديس مار يعقوب السروجي

هل تبحث عن  †† سيرة حياة أمير الشهداء مارجرجس الروماني ††

* الذين يقابلوننا في الطريق – الآتون إلينا من الشرق أو من أرمينيا أو من أية بقعة في الأرض – تنساب دموعهم كالنهر كلما رأونا، كانوا ينوحون وهم يرافقوننا في الطريق في أنينٍ!
أقول هذا لكي تعرفي أن لي أحباء كثيرين، يشاركوننا عذابنا، وهذه تعزية كبيرة لنا. فلو أن الأمر على خلاف ذلك لكان الوضع ثقيلًا يصعب احتماله، وهذا ما يشتكي منه النبي قائلًا: “انتظرت إنسانًا يشاركني آلامي فلم يكن، ومعزِّين فلم أجد” (مز 69: 20).
يا لها من تعزية عظيمة أن يجد الإنسان العالم كله يشاركه أحزانه…!
إننا نجد أيضًا في ذكرى الآلام مصدرًا للفرح المستمر.
إذ تفكرين في هذا انزعي عنكِ غيم الحزن، واكتبي لي باستمرار عن صحتك.
تأملي هذا أن الأمور المفرحة والمحزنة في الحياة الحاضرة تعبر جميعها. فإن كان الباب ضيقًا والطريق كربًا، فإنه مهما يكن الأمر فهو طريق! اذكري هذه العبارة التي كررتها لك كثيرًا: “إن كان الباب واسعًا والطريق رحبًا فإنه هو أيضًا مجرد طريق” (راجع مت 7: 13).
عندما تتركين الأرض وتنحلين عن الجسد، ابسطي جناح الحكمة، حتى لا يهلكك سواد الدخان. إنها أمور أرضية، لا تنسحبي إلى الأرض!
إن رأيتي ظلمًا كثيرًا صنعوه بنا، وقد سيطروا على العاصمة، وتمتعوا بكرامات، وساروا في مواكب الحرس، رددي هذه العبارة “واسع هو الباب ورحب هو الطريق الذي يؤدى إلى الهلاك”.
بالأحرى أبكي عليهم. ونوحي من أجلهم!
إنهم يصنعون آثامًا في العالم، وعوض تفكيرهم في خطاياهم يتمتعون باحترامات الناس. سيذهبون ومعهم احترامات الناس بكونها جزاءًا قد نالوه!
القديس يوحنا الذهبي الفم

* إذا أذابت الحرارة الشمع فإنّ البرودة تكون سببًا في صلابته. فإذا جعل المديح النفس تفقد عافيتها، إذًا فمن المؤكَّد أنّ التوبيخ والإهانة يقودان النفس بكل تأكيد إلى قمم الفضيلة. يقول الكتاب: “اِفرحوا وتهللوا… إذا قالوا عليكم كل كلمةٍ شريرةٍ من أجلي كاذبين” (مت 5: 12-11)، وفي مكانٍ آخر: “في الشدّة فرّجتَ عني” (مز4: 1 حسب السبعينية)، وأيضًا: “انتظرَت نفسي انتهارًا وإذلالًا” (مز 68: 20 حسب النص). وتوجد أيضًا آيات لا حصر لها مثل هذه في الكتاب المقدس نافعة للنفس.
القديسة الأم سنكليتيكي

هل تبحث عن  الرب غفرلي

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي