admin
نشر منذ سنتين
4
مزمور 69| وَيَجْعَلُونَ فِي طَعَامِي عَلْقَمًا

وَيَجْعَلُونَ فِي طَعَامِي عَلْقَمًا،
وَفِي عَطَشِي يَسْقُونَنِي خَلًا [21].

هذا لم يحدث مع داود النبي، لكنه حدث حرفيًا مع السيد المسيح عند صلبه، كما ورد في الإنجيل المقدس.
يرى البعض أنه قُدم له على دفعتين أو ربما على ثلاث دفعات.
أ. قدموا له خلًا ممزوجًا بالمر (مت 27: 34).
ب. قدموا له خلًا غير مضاف إليه مُرّ (مت 27: 48).
ج. ربما قدم له خمر ممزوج بمرٍ.
كان شرب الخل شائعًا بين الجنود الرومان، أما الخمر الممزوج بالمُر فبين اليهود. وهذا كله كان يُقدَّم من أجل التخفيف عن الآلام التي للصلب غير المحتملة، لكن هنا في المزمور ورد ذلك كنوعٍ من الاستخفاف والسخرية، وليس كنوعٍ من الشفقة على المصلوب. ورد في لو 23: 36، أنه قُدم له كنوعٍ من السخرية.
ورد المُر gall في النسخة العبرية للكتاب المقدس 11 مرة، 8 مرات جاءت بمعنى المُر، ومرة بمعنى السم، ومرة بمعنى حقد venom، ومرة بمعنى الشوكران hemlock، وهو نبات يُستخرج من ثمره شراب سام. هذا المر غير مستخرج من كبد حيوانات، وإنما من نباتات أو من جذورها (تث 29: 18).
رأينا في حديثنا عن صوم السيد المسيح، أنه كان جائعًا وعطشانًا لإيمان الناس به لأجل خلاصهم. لقد عطش، فقدموا له خلًا، الذي معناه “قديم”. يطلب للبشرية التجديد المستمر ليحملوا بالإيمان صورته، لكنهم مصرون على تقديم الخل، أي الحياة القديمة.
* كنت عطشانًا، فقدموا لي خلًا، بمعنى كنت مشتاقًا لإيمانهم، ولكنني وجدت فيهم القدم (الإنسان القديم لا الجديد).
القديس أغسطينوس

* هكذا تكلم أيضًا داود النبي مشيرًا إلى الصليب قائلًا: “ثقبوا يديَّ ورجليَّ” (مز 22).
لم يقل “سيثقبون”، بل “ثقبوا”، و”أُحصي كل عظامي” (مز 22: 17).
ويصف أيضًا ما يحدث بين الجنود قائلًا: “مقتسمون ثيابي بينهم وعلى لباسي يقترعون” (مز 22: 18).
وأشار أيضًا إلى تقديمهم المر إليه ليأكل، وخلًا ليشرب فقال: “ويجعلون في طعامي علقمًا، وفي عطشي يسقونني خلًا” (مز 69: 21).
القديس يوحنا الذهبي الفم

هل تبحث عن  عقيدة الكفارة والفداء وإعلان محبة الله وعدله على الصليب الأنبا بيشوي مطران دمياط و البراري

* بالرغم من احتمال كل هذه الآلام إذ جاء لخلاص الجميع إلاّ أن الشعب (اليهودي) جازاه مجازاة شريرة. قال يسوع “أنا عطشان”. هذا الذي أخرج لهم الماء من الصخرة الصماء، يطلب ثمر كرمته التي زرعها، فماذا فعلت كرمته؟ هذه الكرمة التي بحسب الطبيعة هي من الآباء القديسين، لكنها بحسب قلبها مثل سدوم. “لأن جفنة سدوم جفنتهم، ومن كروم عمورة” (تث 32: 32). قدمت هذه الكرمة لسيدها إسفنجًا مغموسًا خل فوق قصبة. “ويجعلون في طعامي علقمًا، وفي عطشي يسقونني خلًا” (مز 69: 21).
ها أنت ترى وضوح النبوة وصفاءها! لكن أي نوع من العلقم وضعوا في فمه؟ “أعطوه خمرًا ممزوجًا بمرّ” هذا المر طعمه كالعلقم شديد المرارة. أبهذا تجازي الرب أيتها الكرمة؟! أهذه تقدمتك له؟! بالحقيقة قال إشعياء في القديم مولولًا عليك: “كان لحبيبي كرم على أكمة خصبة. فنقبّه ونقّىّ حجارته وغرسه كرم سورق… فانتظر أن يصنع عنبًا (إذ عطش طالبًا عنبًا) فصنع شوكًا” (راجع إش 5: 1-2).
هل رأيت الإكليل التي تزينت به؟! لكن ماذا أفعل؟ “سأوصي السحب أن لا تمطر عليه مطرًا” (راجع إش 50: 6). لأن السحب هي الأنبياء الذين نُزعوا من بينهم وصاروا للكنيسة…
القديس كيرلس الأورشليمي

* لقد قبَّل يهوذا ليس لأن المسيح يعلمنا أن نتظاهر، وإنما يعلمنا أنه لم يرد أن يهرب من الخائن. لهذا لم يحرم يهوذا من تقديم التزام الحب له. مكتوب: “كنت رجل سلام مع الذين يبغضون السلام” (مز 69: 21 LXX).
القديس أمبروسيوس

* من بين الأمور الأخرى التي تنبأوا بها عنه، مكتوب: “يجعلون في طعامي علقمًا (سمًا)، وفي عطشي يسقونني خلًا” (مز 69: 21). نحن نعرف في الإنجيل كيف حدثت هذه الأمور. أولًا قدموا علقمًا. أخذه وذاقه وتفله. فيما بعد وهو على الصليب معلقًا فلكي تتحقق هذه النبوات قال: “أنا عطشان” (يو 19: 28). أخذوا إسفنجة مملوءة خلًا ووضعوها على قصبة، وقدموها له حيث كان معلقًا. أخذها وقال: “قد أكمل” (يو 19: 30). ماذا يعني: “قد أكمل”؟ كل ما قد تنبئ له قبل آلامي قد تحقق.
القديس أغسطينوس

هل تبحث عن  دموع إبراهيم

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي