هذه المشورة حسبها الكتاب صالحة [١٤] لا بمعنى أنها تحمل صلاحًا وإنما لأنها قادرة على تحقيق هدف أبشالوم، يلاحظ فيها الآتي:
أ. جاءت رمزًا لمشورة رئيس الكهنة قيافا ضد ابن داود إذ قال: “أنتم لستم تعرفون شيئًا، ولا تفكرون أنه خير لنا أن يموت إنسان واحد عن الشعب ولا تهلك الأمة كلها” ويعلق الإنجيل قائلًا: “ولم يقل هذا من نفسه إذ كان رئيسًا للكهنة في تلك السنة تنبأ أن يسوع مزمع أن يموت عن الأمة، وليس عن الأمة فقط بل ليجمع أبناء الله المتفرقين إلى واحد” (يو ١١: ٤٩-٥٢ إن كان اسم “أخيتوفل” يعني “أخ الحماقة، فإن الله في صلاحه يستخدم حتى هذا الأحمق الشرير أداة ليتنبأ به، كما فعل قبلًا مع بلعام العراف (عد ٢٣، ٢٤)، وها هو يستخدم أخيتوفل ليعلن أن الحاجة أن يموت داود فلا تهلك الجماعة كلها بل “يكون كل الشعب في سلام” [٣]. وقد تحقق ذلك في المسيح يسوع الذي قدم نفسه بإرادته كفارة عن العالم كله (١ يو ٢: ٢)، لذلك سلمنا جسده المبذول سر خلاص للكل. يقول القديس جيروم لنأكل جسد الحمل الذي بلا عيب، هذا الذي ينزع خطايا العالم، لنأكله في بيت واحد، أي في الكنيسة الجامعة المرشوشة بالحب والحاملة سلاح الفضيلة
ب. صوّر أخيتوفل داود ومن معه كخارجين عن طاعة الملك أبشالوم… هكذا بعينه الشريرة كرجل خائن رأي في داود عصيانًا وخروجًا عن القانون