مشيئة الله

..أن تمتلئوا من معرفة مشيئته، في كل حكمة وفهم روحي، لتسلكوا كما يحق للرب، في كل رضى، مُثمرين في كل عملٍ صالح، ونامين في معرفة الله ( كو 1: 9 ، 10)
فاضطجعت عند رجليه إلى الصباح(را 3: 14)

يميل الإنسان بطبيعته لأن يفعل إرادته الذاتية، ولكن لا يجب أن يكون المؤمن هكذا لأنه ليس ملكًا لذاته إذ قد اُشتُري بثمن ( 1كو 6: 19 ، 20). إن واجب العبد الأول أن ينفذ أوامر سيده، ولكن كثيرًا ما يحدث أن يطيع رغم أنفه، خصوصًا إذا كان ذلك السيد شريرًا وقاسيًا. أما نحن فإن سيدنا هو في نفس الوقت أبونا، أب يحبنا وقد اشترانا بثمن كبير ليعتقنا من عدو نفوسنا، ولكي يهَبنا خلاصًا أبديًا. فالطاعة يجب أن تكون عندنا تلقائية ومُسرّة.

ولكي يمكن أن نطيعه، يوجد شرط ضروري هو أن نعرف مشيئته. ليتنا نتدرب على معرفته1ا، وهذا هو ما يعنيه الرسول بقوله: «أن تمتلئوا من معرفة مشيئته». إن الكأس الملآنة، لا تستطيع أن تستوعب شيئًا آخر، فيجب أن تكون قلوبنا متفرغة من إرادتنا الذاتية حتى يمكن أن تملأها إرادة الله. وبقدر ما يتقدم المؤمن، بقدر ما يختبر أن الطبيعة القديمة حية دائمًا فيه ومستعدة دائمًا أن تفعل مشيئته هو. فمن الضروري إذًا أن نضع هذه الإرادة جانبًا حتى يمكن عمل مشيئة الله.

ولكن كيف يمكن التوصل إلى ذلك؟ بالتأمل في كلمته وليس بذكائنا الطبيعي. ربما يمكن أن نذكر علماء عظماء كانوا يعرفون الكتاب المقدس معرفة عميقة، ومع ذلك ظلوا غير مؤمنين. إن السبب في ذلك هو أنهم يعرفونه كما يمكن معرفة كتاب بشري. لكن كلمة الله لا تُفهم إلا داخليًا بواسطة الروح القدس الذي يُدخلنا في معناها العميق ويطبقها على قلوبنا «في كل حكمة وفهم روحي».

هل تبحث عن  لا تجعلوا فخاخ الوحش الجهنّمي تخيفكم

ومعرفة كلمة الله ليست هدفًا في ذاتها. إن كثيرين جدًا من المؤمنين المتبحرين في الحقائق الكتابية، يكتفون بهذا العِلم. وفي هذا فخ يسهل الوقوع فيه، لأن المعرفة في هذه الحالة تنفخ وتقود إلى الكبرياء، ولكن إن كنا نحرص على معرفة مشيئة الله، فذلك ليس لكي نستعرض معرفتنا في عيني إخوتنا، ولكن لكي نصل إلى هدف عملي هو «لتسلكوا كما يحق للرب في كل رضىً»، ولذا يجب أن نبحث قبل كل شيء في دراسة الأسفار المقدسة، ليس عن المعرفة، بل عن شخص هو الرب يسوع المسيح.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي