* مع أن طريق الملكوت ضيِّق وكرب بالنسبة للإنسان، لكن متى دخل الإنسان رأى اتساعًا بلا قياس، وموضعًا فوق كل موضع، إذ شهد بذلك أولئك الذين رأوا عيانًا وتمتعوا بذلك. يقول البشر في الطريق: “جعلت ضغطًا(أحزانًا) على قوتنا” (مز 66: 11)، لكن عندما يرون فيما بعد الفرج عن أحزانهم، يقولون “أخرجتنا إلى الخصب”، وأيضًا “في الضيق رحبت لي” (مز 4: 1).
حقًا يا إخوتي نصيب القدِّيسين هنا هو الضيق، إذ هم يتعبون متألمين بسبب شوقهم إلى الأمور المستقبلية، مثل ذاك الذي قال: “ويل لي فإن غربتي قد طالت”. إذ يتضايقون وينفقون بسبب خلاص الآخرين، كما كتب بولس الرسول إلى أهل كورنثوس قائلًا: “أن يذلني إلهي عندكم إذا جئت أيضًا، وأنوح على كثيرين من الذين أخطأوا من قبل ولم يتوبوا عن النجاسة والزنا والعهارة التي فعلوها” (2 كو 12: 21). كما ناح صموئيل بسبب هلاك شاول، وبكى إرميا من أجل سبي الشعب.

هؤلاء عندما يرحلون من هذا العالم، فإنهم بعد الحزن والكآبة والتنهد ينالون سعادة وسرورًا وتهليلًا إلهيًا، ويهرب منهم البؤس والحزن والتنهد.





البابا أثناسيوس الرسولي

هل تبحث عن  مزمور 64 - تفسير سفر المزامير - تعزيات في وسط الضيق

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي