من الذي نسبحه؟


من الذي نسبحه؟

كُلُّ نَسَمَةٍ فَلْتُسَبِّحِ الرَّبَّ.
هَلِّلُويَا.

مع استخدام كل آلة ممكنة للتسبيح، جاءت الدعوة لكل الكائنات العاقلة السماوية والأرضية أن تكون خورس واحدًا متناغمًا، يسبح لله. وكما يقول الرسول: “لكي تمجدوا الله أبا ربنا يسوع المسيح، بنفسٍ واحدةٍ، وفمٍ واحدٍ” (رو 15: 6).
إن أروع موسيقي تُقدم للتسبيح لله لا تصدر عن آلاتٍ صماءٍ وأوتارٍ لا حياة فيها، إنما عن قلوب ملتهبة بالحب لله والناس. الدعوة هنا موجهة للتسبيح بقلوبٍ مملوءة ثقة ويقينًا ورجاءً في المخلص. نسبحه خلال إيماننا الحي، به نغلب قوات الظلمة، ونشارك السمائيين حبهم لله وطاعتهم ونقاوتهم ووحدتهم معًا.
* ليتنا نسبح الله بلا انقطاع، فلا نفشل في تقديم التشكرات عن كل شيءٍ بالقول والفعل. هذه كما ترون، هي ذبيحتنا وتقدمتنا، هذه هي أسمى العبادة، تشبه حياة الملائكة. إن ثابرنا على تسبيح الله بهذه الكيفية، ننعم بحياة بلا لوم، ونتمتع بالخيرات العتيدة .

القديس يوحنا الذهبي الفم

* يوجد كثيرون أحياء بالجسد لكنهم أموات ولا يقدرون على التسبيح لله… ويوجد كثيرون ماتوا بالجسد لكنهم يسبحون الله بأرواحهم.إذ يقال: “باركوا الرب يا أرواح ونفوس الصديقين…” (راجع دا 86:3 LXX)، “كل نسمةٍ فلتسبح الرب” (مز 5:150)، وفي سفر الرؤيا نجد نفوس الذين قُتلوا ليس فقط تسبح الله، بل وتطلب منه (رؤ 9:6-10). وفي الإنجيل يقول الرب للصدوقيين في وضوحٍ تامٍ: “أَفما قرأْتم ما قيل لكم من قِبَل الله القائل أنا إلهُ إبراهيم وإلهُ إسحق وإلهُ يعقوب، ليس الله إله أموات بل إله أحياءٍ (لأن الكل يحيا فيه)” (مت 31:22-32). وعمن يتحدث الرسول قائلًا: “لذلك لا يستحي بهم الله أن يُدعَى إلههم، لأنه أعدَّ لهم مدينةً” (عب 16:11)؟! فانفصالهم عن الجسد لا يجعلهم بلا عمل، ولا يفقدهم الإحساس والشعور .

هل تبحث عن  البولس من رسالة بولس الرسول الي عبرانيين ( 12 : 3 - 14 ) يوم الجمعة

الأب موسى

* تحفظ الخليقة كلها عيدًا يا إخوتي، وكل نسمة تسبح الرب كقول المرتل (مز 150: 5)، وذلك بسبب هلاك الأعداء (الشياطين) وخلاصنا.
بالحق في توبة الخاطئ يكون فرح في السماء (لو 15: 7)، فكيف لا يكون فرح بسبب إبطال الخطية وإقامة الأموات؟
آه. يا له من عيدٍ وفرحٍ في السماء!
حقًا. كيف تفرح كل الطغمات السمائية وتبتهج، إذ يفرحون ويسهرون في اجتماعاتنا، ويأتون إلينا، فيكونوا معنا دائمًا، خاصة في أيام عيد القيامة!
إنهم يتطلعون إلى الخطاة وهم يتوبون،
وإلى الذين يحولون وجوههم (عن الخطية) ويتغيرون،
وإلى الذين كانوا غرقى في الشهوات والترف، والآن هم منسحقون بالأصوام والعفة.
أخيرًا يتطلعون إلى العدو (الشيطان) وهو مطروح ضعيفًا بلا حياة، مربوط اليدين والأقدام، فنسخر به قائلين: “أين شوكتك يا موت؟ أين غلبتك يا هاوية؟” (1 كو 15: 55).
فلنرنم الآن للرب بأغنية النصرة.

القديس أثناسيوس الرسولي

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي