العلامة أوريجانوس:





[من هم هؤلاء الرجال الذين يقدمهم الكتاب كمتمنطقين أو متجهزين تجهيزًا خفيفًا؟ لا أستطيع أن أقدم من ذاتي شيئًا، لكننا نتعلم هذا من رسائل الرسول… “ممنطقين أحقاءكم بالحق” (أف 6: 14). أترى كيف أن بولس يعرف هؤلاء المتمنطقين أنهم يرتدون منطقة الحق؟! هكذا يليق بنا أن يكون “الحق” هو منطقتنا، إن كنا بالحق أمناء نحو هذا السر الممثل بهذا السلاح الحربي (الروحي). فإن كان الحق هو منطقة الجندية الخاصة بالمسيح ففي كل مرة نخطئ في الحديث وننطق بالكذب نكون قد خلعنا عنا منطقة جندية المسيح. أما إن كنا بالفعل نحيا في الحق فإننا نكون مسلحين للجهاد. إن كنا نسلك بالكذب فنحن عزل من السلاح! آه! ليتنا نمتثل بهؤلاء الأربعين ألفًا الممنطقين للحرب، الذين عبروا أمام الرب، فنكون ممنطقين بالحق، ليتنا أيضًا لا ننسى ما يقوله الكتاب “ممنطقين أمام الرب”، فلا يكفي أن نجعل الحق ظاهرًا أمام الناس، إذ يمكننا أن نخدع الناس ونبدو كصادقين، لكننا لا نُحسب ممنطقين بالحق إلاَّ إن حفظناه أمام الرب، لا أقصد الحق الذي يسمعه الناس في أقوالنا بل الذي يراه الله في أعماق قلوبنا. فلا يكون في شفاهنا غشًا، ولا يكون في قلوبنا خداعًا، إذ يلوم النبي هؤلاء “المخاطبين أصحابهم بالسلام والشر في قلوبهم” (مز 28: 3)].
هل تبحث عن  أرشيف القصص المسيحية والقبطية (2)

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي