كارت التعريف بالسؤال
البيانات | التفاصيل |
---|---|
التصنيفات | أسئلة وأجوبة, التثليث والتوحيد, اللاهوت العقيدي, عقيدة |
آخر تحديث | 11 أكتوبر 2021 |
تقييم السؤال | من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية |
من هو اللوغوس أو الابن؟
يسوع بالنسبة للمسيحيين الذين من أصل يهودي هو مخلص العالم كله من الخطية. يقدم القديس إكليمنضس السكندري ربنا أنه “يسوع الشافى أجسادنا ونفوسنا” [110]. إنه الطبيب الإلهي القادر وحده أن يخلصنا من نتائج الخطية.
ربما يسأل البعض: هل من ضرورة لكلمة الله نفسه أن يتجسد ليفدينا ويشفى طبيعتنا البشرية؟
أ – “بالعصيان اختار الإنسان الموت” (تك2: 17) عوض الحياة. علْم الله آدم طقس الذبيحة الحيوانية علامة عن الحاجة إلى سفك دم لخلاصه (عب10: 2). وكان هذا رمزاً لذبيحة ربنا يسوع الفريدة.
ب – كان من الضروري لخلاصنا أن يتجسد كلمة الله نفسه ليموت لحسابنا ليس فقط لأنه وحده قادر أن يفي العدل الإلهي بل وبكونه الخالق يقدر أن يجدد طبيعتنا البشرية. إنه الله القدير الذي يهبنا النصرة على الموت والأرواح الشريرة، وهو السماوي القادر أن يرفعنا إلى سماواته لنرث المجد الأبدي كأبناء الله (رو8: 15، 21؛ 9: 4) ونصير على مثال الله.
ت – المسيح الرب. لأن طبيعته أو جوهره من نفس طبيعة أو جوهر الآب[111]. الابن سرمدي، ميلاده من الآب بلا بداية، يقول القديس إكليمنضس السكندري: [ليس الآب بدون ابن، بل هو كائن معه؛ إنه أب الابن[112].] الابن واحد جوهرياً مع الآب مادام الآب فيه وهو في الآب[113].
ث – بخصوص طبيعة ربنا يسوع المسيح كلمة الله المتجسد أصر التقليد الإسكندري على تأكيد وحدانية الرب مؤكداً الوحدة الحقيقة بين اللاهوت والناسوت دون انفصال ولا امتزاج[114].
المعلم الإلهي في حبه للمؤمن لانهائياً يتخلل إلى كل حياته، مهتماً حتى بأصغر أموره. يقول القديس إكليمنضس الإسكندري: [كما أن الشمس لا تنير السماء وحدها بل وتنير العالم كله، وأيضاً تشرق على البرّ والبحر، ترسل أشعتها خلال النوافذ والشقوق الصغيرة إلى الأماكن الداخلية، هكذا يتدفق الكلمة إلى كل موضع، متطلعاً إلى دقائق الأعمال لحياة الإنسان[115].].
يقول العلامة أوريجينوس إن الابن يُولد من الآب لا بعملية انقسام بل بذات الطريقة التي بها تولد الإرادة من العقل؛ إذ يقول: [ابن الله الوحيد هو حكمته القائمة جوهرياً. كيف يظن أحد إن الله الآب يمكن أن يوجد في أي وقت دون ولادة الحكمة؟ يليق بنا أن تؤمن أن الحكمة لا بداية لها… لقد دُعي “الكلمة” لأنه مفسرّ أسرار عقل الله… محظور علينا الظن الخاطئ بأن الآب قد ولد الابن الوحيد الجنس بذات الطريقة التي يلد بها إنسان إنساناً، أو حيوان حيواناً, فإنه يوجد فارق عظيم. واضح أن الآمر ليس هكذا، إذ لا يوجد فى الوجود مثيل لله لا في الإدراك ولا في الفكر. لهذا لا يستطيع الفكر البشري أن يدرك كيف يكون الله غير المولود أباً للابن الوحيد الجنس. إنه ميلاد سرمدي لا يتوقف شعاع يتولد من نور. فإنه لم يصر الابن خارجاً عنه بتبني الروح، إنما هو الابن بالطبيعة. هو وحده الابن بالطبيعة، لذا دُعي “الابن الوحيد”. يجب الحذر حتى لا يسقط أحد في تلك الخرافات السخيفة التي لأولئك الذين يتصورون نوعاً من الأعضاء “prolations”، أو أجزاء في الطبيعة الإلهية، ويقسمون كيان جوهر الآب. بالأحرى (الولادة) هنا كحركة الإرادة الصادرة (المولودة) عن العقل دون بتر جزء منه أو انفصال عنه أو تقسيمه، هكذا بطريقة مشابهة يمكن التفكير في ولادة الابن من الآب[116].].
[110] Paedagogos 12: 3.
[111] See Alan Richardson: Creeds in the Making, P 54,55.
[112] Strom. 162: 4: 5;1: 5: 3;5: 7: 5.
[113] Paedag. 24: 1: 3;53: 1: 1;62: 1: 4;71: 1: 3;101: 3: 1.
[114] See the Theological Terms Physis and Hypostasis in the Early Church, 1986.
[115] Strom. 3: 7: 21.
[116] De Principiis 2: 1: 1 – 6.