من هو متى العشَّار




من هو متى العشَّار




«قَالَ لَهُ: اتْبَعْنِي. فَقَامَ وَتَبِعَهُ»

( مرقس 2: 14 )




دعوة “لاَوِيَ بْنَ حَلْفَى”، المعروف لنا بـ“مَتَّى الْعَشَّار”، لاتباع السَيِّد، تُعطي مثالاً لقوة جاذبية كلمته العظيمة. كانت دعوة صيادين بسطاء من شباكهم وعملهم شيئًا، ولكن كان شيئًا آخر دعوة رجل مقتدر من عمل يناسب طبيعته في اغتراف المال. ولكن الرب فعل ذلك بكلمة واحدة «اتْبَعْنِي»، وقعت على أُذني “لاَوِي” بقوة حتى إنه «قَامَ وَتَبِعَهُ». ويا لجاذبية الرب التي لا تُقاوَم!

وبعد أن قام ليتبع الرب، سرعان ما أعلن “لاَوِيَ” عن تلمذته بشكل عملي. فقد استضاف سَيِّده الجديد في بيته، مع عدد كبير من الخطاة والعشارين، مُظهرًا بذلك شيئًا من روح السَيِّد. لقد استبدل جلوسه في مكان جباية الضرائب بإظهار كرم ضيافته، لكي يجلس آخرون على مائدته. لقد بدأ يطبق الكلمة «فَرَّقَ أَعْطَى الْمَسَاكِينَ. بِرُّهُ قَائِمٌ إِلَى الأَبَدِ» ( مز 112: 9 )، وواضح أنه فعل ذلك دون أن يقول له أحد. لقد بدأ باستضافة مَن هم على شاكلته، لكي يقابلوا ذاك الذي سبى قلبه. لقد بدأ يبذل نفسه من أجل الآخرين. لقد فعل الشيء الذي كان في متناول يده. لقد جمع لمقابلة الرب المحتاجين إليه، والذين يشعرون بذلك، وليس أولئك الراضون عن تدينهم. لقد اكتشف أن يسوع هو المُعطي، الذي يسعى للمستعدين أن يقبلوا منه عطاياه.

كل هذا لاحظه الكتبة والفريسيون الراضون عن أنفسهم، الذين صاغوا اعتراضهم في شكل سؤال وجهوه إلى تلاميذه: «مَا بَالُهُ (ما بَال مُعلِّمكم) يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ مَعَ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ؟» (ع16). ولم تكن هناك حاجة للتلاميذ أن يُجيبوا، لأن يسوع قَبِلَ التحدي بدلاً منهم. وكانت إجابته كاملة ومرضية «لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى. لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ» (ع17). فالمرضى يحتاجون للطبيب، والخطاة يحتاجون للمخلِّص، وهو لم يأتِ ليدعو أبرارًا بل خطاة إلى التوبة. .

هل تبحث عن  من يفهمني تربية القمص أنطونيوس كمال حليم

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي