admin
نشر منذ سنتين
2
من هي زانية بابل في رؤيا يوحنا

من هي زانية بابل في رؤيا يوحنا
“تعال، أرك دينونة البغي المشهرة” (17:1) بذلك، تعرفنا رؤية يوحنا على امرأة “بها زنى ملوك الأرض، وسكر أهل الأرض من خمرة بغائها” (17:2). لكن من هي هذه المرأة؟
يُنهي يوحنا الرؤيا بالحديث عن “المدينة المقدسة، أورشليم الجديدة، نازلة من السماء من عند الله، مهيأة مثل عروس مزينة لعريسها.” (21:2). إن هذا الملاذ الدائم للمؤمن هو ما يوازي ويُحبط في آن “المدينة العظيمة” (18:10) الراعيّة لاضطهاد المؤمنين. وبالتالي، فإن الفاسقة “سكرى من دم القديسين ومن دم شهداء يسوع” (17:6) – هي صورة. وهذا ما يوضحه يوحنا نفسه قائلاً: “والمرأة التي رأيتها هي المدينة العظيمة التي لها الملك على ملوك الأرض. “ (17:18)
لكن، أي مدينة هي “المدينة العظيمة”؟ ومن هي “بابل”؟ كثيرةٌ هي المؤشرات في رؤيا يوحنا تدل الى روما. ففي جميع الأحوال أي مدينة غير المدينة التاريخيّة “عندها سلطة على ملوك العالم؟” وبعد اضطهادات القرن الأوّل في ظل حكم نيرون و دوميتيان، من غيرها يمكن وصفه بالـ”سكرى من دم القديسين ومن دم شهداء يسوع”؟ كما وتوجد ملاحظة توحي بأن المدينة العظيمة واقعة على تلال روما السبع التقليديّة “هي التلال السبع التي عليها تقوم المرأة” (١٧:٩). كما ونذكر السابقة المذكورة في العهد الجديد نفسه والمتحدثة عن روما على أنها “بابل”.
ومع ذلك، فهناك تحليل آخر. يُقال ان “المدينة العظيمة” هي المكان “الذي صلب فيه الرب” (١١:٨) الذي كان أيضاً موقع اضطهاد الأنبياء (١٨:٢٤). أي أنّها ودون أدنى شك أورشليم! بالإضافة الى ذلك، الحديث عن دمار المدينة “القريب” (٢٠: ٦-١٢) قد يكون إشارة الى سقوط أورشليم في العام ٧٠. وأخيراً، من المنطقي أن تجد “أورشليم السماويّة” نظيرتها الأرضيّة.
تبدو الحجج المقدمة في كلا الحالتَين مقنعة. وقد يكون هذا هو الهدف! إن “أسلوب نهاية الأزمنة” الذي تتميّز به طريقة كتابة رؤيا يوحنا فيه الكثير من الصور. وفي حين تُعتبر هذه الصور رموزاً لوقائع تاريخيّة محددة (روما، أورشليم)، فهي أيضاً تُنبئ بأحداث مستقبليّة. فقبل مجيء هذه “المدينة المقدسة، أورشليم الجديدة”، كثيرون هم الأشخاص والأمكنة التي بفعل سلطتها تجبر المؤمن على القول: “يا أيها السيد القدوس الحق، تؤخر الإنصاف والانتقام لدمائنا من أهل الأرض! “ (٦:١٠)

هل تبحث عن  القديس لوقا الإنجيلي الرسول

خلال ما يُطلق عليه أغسطينوس اسم “مدينة البشر”. إن دور بغي بابل هو قبل كلّ شيء معارضة الحمل. تظهر بابل على أنها صاحبة قوة مؤثرة على كلّ شيء وحكمها أساسي لا يمكن مقاومته. إنها المدينة، التي وفي كلّ زمن تؤكد سيطرتها والتي ترسم العالم على صورتها تحقيقاً لمجدها. وإلا، فإن بابل، هي كلّ ما يدمر الأمل تحقيقاً لنصر المسيح وكلّ ما يقود المؤمن الى اقتفاء أثر الحمل أينما ذهب.
من هي إذن بغي بابل؟ كثيرةٌ هي الأجوبة وسوف نحصل على المزيد بعد. يُظهر لنا يوحنا القاسم المشترك بينها ويُظهر لنا، وهذا الأهم من هو- في جميع الحالات، سبب سقوط بابل أي المسيح، الحمل المذبوح.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي