من يقدر أن يقاوم مشيئته؟!
كيف يكون هذا يا شاول، وقد عرفت أن هذا هو الذي اختاره الرب.. أتريد أن تقتله.. كيف ذلك إن كان الله قد اختاره وعيّنه ليكون ملكًا؟!. فإن كنت تريد أن تقتله؛ هذا يعنى أنك تفترض أن إرادتك أقوى من إرادة الله، وهذا نوعٌ من الحماقة الشديدة “لأَنْ مَنْ يُقَاوِمُ مَشِيئَتَهُ؟” (رو9: 19).
فى حماقته ظن أنه سوف ينتصر.. وهكذا يفعل الشيطان. فالشيطان يعرف جيدًا أن الله أقوى منه، ومع ذلك لا يكف عن أن يقاوم عمل الله!! الشيطان يعرف أن الله لابد أن يأخذ الجولة الأخيرة، ومع ذلك أيضًا يحارب الله!! الشيطان يعرف أن السيد المسيح يعمل بقوة إلهية؛ ومع ذلك يحاول أن يصلبه ويتخلص منه؛ لأن السيد المسيح أخفى لاهوته عن الشيطان إذ أخلى نفسه مخفيًا مجده الإلهي المنظور!! هذا هو أسلوب الشيطان وأسلوب أولاده الصانعين مشيئته.
هذا ما رأيناه أيضًا في هيرودس الملك الذي إذ سمع أن المسيح قد وُلد، وجاء المجوس وقالوا “أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ..؟” (انظر مت2: 2- 8)، وافتكر هيرودس بحماقته أنه يستطيع أن يتخلص منه رغم النبوات المسجَّلة في الكتب التي أخبره عنها من سألهم!! هل يستطيع أن يغيِّر التدبير الإلهي من أجل خلاص البشرية؟!