موت أم قيامة ؟
لقد شيعته الدموع ، وضمه القبر ، وتلقفه الموت ، وسهر عليه الحراس ، وظن الناس أن لا رجعة له ولا قيام ، لكن الساعة دقت فاهتز القبر ، وارتجف الموت ، وسقط الحراس ، وخرج المسيح ظافرا غالبا ولكي يغلب . أهذا هو الذي بكته المريمات …؟؟ أهذا هو الذي احتواه القبر ..؟؟ أهذا هو الذي تلقفه الموت ..؟؟ أهذا هو الذي سهر عليه الحراس ..؟؟ أهذا هو الذي ظن الناس أن لا رجعة له ولا قيام ..؟؟ نعم أنه هو وقد قام ليمنح البشر أعظم عيد ، عيد الحياة أن قيامة المسيح هو نصرة الحياة علي الموت ، فالموت مهزوم مغلوب ، والحياة جارفة غالبة . أنها عيد الخلود ؟، رغما عن القبر وكم تبهجنا قيامة المسيح عندما تؤكد لنا أن أمواتنا أحياء انهم ليسوا في القبر بل مع المسيح الظافر ، لآن الله ليس إله أموات بل إله أحياء كأن الحياة لا تدفن ولا تموت ولا تفني فهي خالدة وأحباؤنا الراقدون في المسيح أحياء وخالدون ، ونحن سنحيا إلي الأبد ولن نهلك ، ما دمنا في المسيح .
هكذا تضمد قيامة المسيح جراحنا ، وتمسح دموعنا لأنها تعطي الحياة ووعد الحياة ” أنا حي فأنتم ستحيون ” ” ومن آمن بي ولو مات فسيحيا ” . ثم أن قيامة المسيح تدفعنا للتفكير في السماويات ، لنطلب ما فوق لقد افتكرت المريمات في الأرضيات فطلبن الحي بين الأموات كان نطاق تفكيرهن ومجال بحثهن في الموت والأموات لكن القيامة غيرت كل شئ فبدأن يطلبن ما فوق . قبل القيامة كان التلاميذ في ضعف واستسلام وخطية هربوا ، أنكروا ، شكوا ، عادوا غلي أعمالهم الأولي . لكن القيامة غيرت كل شئ ، فتجمعوا وجاهروا وشهدوا وعمدوا ، وفتنوا المسكونة . الطرسوسي يسخر ، يضطهد ، يفتري ولما أكتشف أن المسيح حي مقام ، سلم وتغير ” ماذا تريد يارب أن أفعل ؟ ” القيامة فجر عهد جديد .. عهد خروج من القبور .. من الظلام .. من الأفكار الرديئة ، وطلب ما فوق ، وأماته الشر فينا والسير مع الله ، عهد ” هوذا الكل قد صار جديدا ” القيامة لنا إن كنا نموت .. عندئذ فقط نحيا . ماذا عندك ؟ وموت ؟ أم قيامة ؟ أم لا هذا ولا ذاك ؟؟ .
في انتظار الإجابة
لما حان وقت قراءة الكتاب المقدس في صباح يوم أحد في ( سيتي تمبل ) بلندن وقف الواعظ علي المنبر وترك الكتاب المقدس علي الدرج مقفلا . ثم قال : عاب علي بعضهم أني شديد التعلق بالكتاب المقدس لأني أورد الشواهد الكثيرة منه ولا أتحول عنه ، وهم يصفونني بأني من الطراز القديم ويقولون بأنه يجب علي أن أكون عصريا فاورد في عظاتي أشياء علمية . فلماذ لا أجيب مطلب هؤلاء القوم في هذا الصباح وأكلمكم من العلوم ؟ ” ثم أستأنف كلامه قائلا ” ها أرملة مسكينة أمامنا في هذا المجمع فقدت أبنها الوحيد وتريد أن تعرف إذا كان هناك رجاء في اللقاء به . لنسكت هنيهة وندع العلم يعطينا الجواب . ولذا فأني أترك الكتاب المقدس جانبا ثم وضع الكتاب علي المعقد الخلفي ثم قال : ” هل تري هذه السيدة أبنها مرة ثانية ، وأين هو الآن ؟ وهل الموت هو الحد الفاصل ؟ ماذا يقول العلم ؟ قال هذا وسكت طويلا ثم أردف قائلا أننا لمنتظرون الجواب وهذه الأم تتلهف علي جواب شاف قال هذا ثم صمت طويلا مرة أخرى ، وبعدها قال : أن قلب هذه الأم ممزق ولابد من جواب . ولكن العلم لم يتكلم شيئا يستطيع أن يشفي قلبها المجروح . أليس من الجواب أيها العلم ؟ إذ فلنأخذ الكتاب قال هذا ثم أعاد الكتاب إلي مكانة فوق المنبر ومسكه باحترام ومهابة ثم قرأ ” ( أنا أذهب إليه أمام هو فلا يرجع لي ) ( فأنه سيقام هذا الفاسد سيلبس عدم فساد هذا المائت سيلبس عدم موت …. ) ( أين شوكتك يا موت ؟ ) ( ورأيت الأموات صغارا وكبارا واقفين أمام الله ) ثم طوي الكتاب باحترام وقال : ( إذا فلنتمسك بالكتاب ، ونتمسك بعقائدنا ومنها عقيدة القيامة والخلود ) .