موسم الزراعة في الكتاب المقدس

موسم الزراعة:

مع بداية نزول “المطر المبكر” في نوفمبر يبدأ الفلاح في حرث الحقول استعدادًا لبذر الحبوب. ويعتقد البعض أن الفلاحين الأوائل في الشرق الأوسط قد استخدموا العصي أو المعازق لتجهيز المساحات الصغيرة. أما الحقول الكبيرة فكانت تحرث بالمحراث الذي تجره الحيوانات (وكانت الثيران عادة). وكان شكل الحقول يميل إلي الشكل المستطيل ليتلاءم مع الأخاديد الطولية للحرث، وكانت مساحة الحقل تتوقف علي تضاريس المنطقة.
وكان المحراث النموذجي مصنوعًا من الخشب له سكينة من النحاس أو من البرونز، إلي أن استخدام الإسرائيليون الحديد في صنع سلاح المحراث، وقد عرفوا ذلك من الفلسطينيين في القرن العاشر قبل الميلاد. وينبغي أن نخلط بين هذه المحاريث والمحاريث الحديثة المصنوعة من الصلب، ذات الشفرات الحادة والقلابات التي تقلب ست بوصات أو أكثر من التربة. لقد كان المحراث القديم يخدش سطح التربة إلي عمق ثلاث أو أربع بوصات ويمكن أن تري اليوم- في بعض بلدان الشرق الأوسط- مثل هذا المحراث ذي العارضة الخشبية التي تربط إلي نير يوضع علي أعناق الثيران.
وكانت هناك آله للبذر (بذَّارة) تلحق ببعض المحاريث في بلاد بين النهرين قديمًا، حيث كانت تنثر البذور من خلال أنبوبة لتسقط خلف سلاح المحراث، ولكن يبدو أن الإسرائيليين لم يستخدموا مثل هذه الآلة، فكان الفلاح يلقي بالبذور بنثرها بيده وهو يسير في الحقل جيئة وذهابًا. وكان الفلاح يحمل البذور في سلة أو في كيس مربوط إلي خصره. ثم تطمر البذور بعد ذلك بالحرث مرة ثانية، أو تجر بعض الأغصان أو كتلة خشبية وراء الثيران، كما أن عملية التجريف كانت تعمل علي تسوية أرض الحقل وطمر البذور لضمان الإنبات ولمنع الطيور من التقاط البذور وأكلها: “هل يحرث الحارس كل يوم ليزرع ويشق أرضة ويمهدها. أليس أنه إذا سوّي وجهها يبذر الشونيز ويذرِّي الكمون، ويضع الحنطة في أتلام، والشعير في مكان معين والقطاني في حدودها؟” (إش 28: 24, 25). و”فيما هو يزرع سقط بعض علي الطريق، فجاءت الطيور وأكلته” (مت 13: 4). وكان الفلاح عادة يختار أخصب الحقول ليزرعها قمحًا، ثم الأقل خصوبة للشعير، ثم العدس، وهكذا.
ويستمر نثر البذور حتي يناير حتي تتم “الزراعة المتأخرة” للمحاصيل الأخري، وتضم هذه المحاصيل الثانوية الدخن والسمسم والحمص والعدس والبطيخ والخيار والتوم، وغير ذلك من الخضر. وكانت الخضر تزرع عادة في الحدائق والبساتين بالقرب من القرية ومن بيت الفلاح. وكان نثر البذور يقوم به الرجل، أما النساء فكن يساعدن في زراعة البساتين والعناية بها. وكانت عمليات الزراعة وإزالة الحشائش تستمر حتي شهر مارس.

هل تبحث عن  الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار ( 19 : 11 - 20) يوم الأربعاء

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي