موسى يفقد أعصابه! (العدد 20)
تسجل لنا التوراة المقدسة خطيةً وقع فيها كليم الله موسى، فقد أمره الله أن يكلم الصخرة لتُخرج ماء يشرب منه الشعب العطشان، ولكن موسى في غضب لم يكلم الصخرة، بل ضربها مرتين. وتقول القصة إن بني إسرائيل جاءوا إلى برية سين في الشهر الأول من السنة الأربعين لخروجهم من أرض مصر، وأقاموا في موضع اسمه قادش فترة طويلة. وهناك ماتت مريم أخت موسى وهارون ودفنوها هناك، وهي واحدة من شخصيات قليلة كان موسى يستطيع أن يتحدث معها عن الحياة في أرض الفراعنة، وعن عبور البحر الأحمر، وعن الرحلة الطويلة التي ساروها مدة أربعين عاماً في صحراء سيناء. ولا بد أن موسى افتقد أخته مريم، فقد كانت بمثابة أم له، اعتنت به عندما وضعته في سفط من البردي وسط الحلفاء على شاطئ النيل العظيم. في ذلك الشهر الأول من السنة الأربعين لخروج بني إسرائيل من مصر، لم يجد بنو إسرائيل ماءً في قادش، فاجتمعوا على موسى وعلى هارون، يتذمرون عليهما تذمراً جديداً، وقالوا لهما: »ليتنا فنينا فناء إخوتنا أمام الرب. لماذا أتيتما بجماعة الرب إلى هذه البرية لنموت فيها نحن ومواشينا؟«. لا بد أن بني إسرائيل تذكروا كيف فتحت الأرض فاها وابتلعت قورح وأولاده الذين ثاروا على قيادة موسى وهارون، فقالوا: »لماذا أصعدتمانا من مصر لتأتيا بنا إلى هذا المكان الرديء؟ ليس هو مكان زرع وتين وكرم ورمان، ولا فيه ماء للشرب«.