ميخا وإرساليته

ميخا وإرساليته

كانت الأيام التي عاشها ميخا مليئة بالشرور، واستخدمه الله ليوبِّخ شعبه بكل شجاعة، وليعلن قضاء الله على الشعب إن لم يتوبو.
وما يذكره النبي عن ما رآه في أيامه نراه بوضوح في أيامن. يقول ميخا:
قد باد التقي من الأرض، وليس مستقيم بين الناس. جميعهم يكمنون للدماء، يصطادون بعضهم بعضًا بشبكة. اليدان إلى الشر مجتهدتان. الرئيس طالب (هدايا) والقاضي بالهدية، والكبير متكلم بهوى نفسه فيُعَكِّشونها (فيتآمرون جميعًا على الحق)… لا تأتمنوا صاحبً. لا تثقوا بصديق. احفظ بواب فمك عن المضطجعة في حضنك. لأن الابن مستهين بالأب، والبنت قائمة على أمها، والكنة على حماتها، وأعداء الإنسان أهل بيته (7: 2-6). وكما جاءت دينونة الله على الشعب قديمًا، فإن غضب الله آتٍ قريبًا على العالم.
ميخا ومصدر قوته
كانت رسالة ميخا شاملة، وجّهها إلى كل فئات الشعب: إلى التجار الغشاشين ومغتصبي الأراضي الجشعين، إلى الحكام والقضاة، إلى الكهنة والأنبياء الكذبة. وأن يواجه إنسان كل هؤلاء منذرًا بدينونة الله، أمر يتطلب جراءة وشجاعة غير عادية؛ فمن أين استمد ميخا قوته؟
يقول: لكنني أنا ملآن قوة روح الرب وحقًا وبأسًا، لأخبر يعقوب بذنبه وإسرائيل بخطيته (3: 8). إن السر يرجع لقوة الروح القدس فإنه لا بالقدرة ولا بالقوة، بل بروحي قال رب الجنود (زكريا4: 6).
إن سر قوة أي خادم وشجاعته يرجع للامتلاء بالروح القدس. هكذا كان بطرس أيضًا فإنه بذاته، دون قوة روح الله، جبن قدام جارية، مع كونه رجلاً شجاعًا بطبيعته. ولكن إذ امتلأ من روح الله، أصبح قادرًا أن يواجه قادة الشعب اليهودي مذكِّرًا إياهم بخطية قتل المسيح، وداعيًا إياهم للتوبة.

هل تبحث عن  القديس الأنبا تيموثاوس السائح

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي