«أَوَلاَ أَنْتَ تَخَافُ اللهَ؟»
( لوقا 23: 40 )
تأمل جيدًا في هذا اللص! كان إلى هذه اللحظة شخص مؤذي وخطير، لكن الآن قد لمسته النعمة وغيَّرته، وها هو يلتفت إلى رفيقه قائلاً: «أَوَلاَ أَنْتَ تَخَافُ اللهَ». يا له من شيء رائع أن يخاف الإنسان الله. أنا لا أعني خوف المذلة والتذلل والخنوع، ولكن بالمعنى الذي يريده ويستحقه الله «هَلِّلُويَا. طُوبَى لِلرَّجُلِ الْمُتَّقِي الرَّبَّ، الْمَسْرُورِ جِدًّا بِوَصَايَاهُ» ( مز 112: 1 ).
هل تعرف ما هو خوف الرب؟ إن سليمان، أحكم إنسان عاش على وجه الأرض – عدا الرب يسوع – وصف خوف الرب في سباعية رائعة: (1) «مَخَافَةُ الرَّبِّ رَأْسُ الْمَعْرِفَةِ. أَمَّا الْجَاهِلُونَ فَيَحْتَقِرُونَ الْحِكْمَةَ وَالأَدَبَ» ( أم 1: 7 ). (2) «مَخَافَةُ الرَّبِّ بُغْضُ الشَّرِّ» ( أم 8: 13 ). لقد سار اللص التائب إلى مكانه الصحيح، ووصل إلى بداية المعرفة، إذ أنه أظهر بغضه للشر. (3) «بَدْءُ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ الرَّبِّ، وَمَعْرِفَةُ الْقُدُّوسِ فَهْمٌ» ( أم 10: 9 ). كان اللص قادمًا إلى هذا. (4) «مَخَافَةُ الرَّبِّ تَزِيدُ الأَيَّامَ، أَمَّا سِنُو الأَشْرَارِ فَتُقْصَرُ» ( أم 10: 27 ). واللصان يُصورا هذا. أحدهما قُطِعَ من الحياة للأبد، والآخر مضى إلى البركة الأبدية. (5) مَخَافَةُ الرَّبِّ يَنْبُوعُ حَيَاةٍ لِلْحَيَدَانِ عَنْ أَشْرَاكِ الْمَوْتِ» ( أم 14: 27 ). لقد برهن اللص الذي آمن على هذا أيضًا. (6) «مَخَافَةُ الرَّبِّ أَدَبُ حِكْمَةٍ، وَقَبْلَ الْكَرَامَةِ التَّوَاضُعُ» ( أم 15: 33 ). وهذا يُصوّره اللص أيضًا لأنه أظهرها لجاره. (7) «مَخَافَةُ الرَّبِّ لِلْحَيَاةِ. يَبِيتُ شَبْعَانَ لاَ يَتَعَهَّدُهُ شَرٌّ» ( أم 19: 23 ). فهكذا تمامًا قد دخل اللص إلى الحياة، إذ قد مضى في ذلك اليوم إلى الفردوس.
«أَمَّا نَحْنُ فَبِعَدْلٍ، لأَنَّنَا نَنَالُ اسْتِحْقَاقَ مَا فَعَلْنَا». يا لها من توبة صادقة! فالإنسان الذي يتجدَّد بنعمة الله، يدين نفسه دائمًا. «أَمَّا نَحْنُ فَبِعَدْلٍ»؛ هذه لغة التوبة الحقيقية. ثم إذ أدرك مجد الشخص المُعلَّق بجانبه، وأنه بلا خطية ولكنه يتألم، فقد أضاف قائلاً: «وَأَمَّا هَذَا فَلَمْ يَفْعَلْ شَيْئًا لَيْسَ فِي مَحَلِّهِ». ..