الذي لنا فيه الفداء (بدمه) غفران الخطايا.
الذي هو صورة الله غير المنظور بكر كل خليقة
( كو 1: 14 ،15)
مَنْ هو صانع الخلاص العظيم؟ إنه ذاك المكتوب عنه “صورة الله غير المنظور”. وفي يوحنا1: 18 يُخبرنا أن “الله لم يره أحد قط، الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبَّر”. وفي يوحنا14: 9 يقول الرب “الذي رآني فقد رأى الآب”. وفي كولوسي1: 19 نقرأ “لأنه فيه سُرَّ أن يحل كل الملء”.
لم يكن هو الله فقط، بل كان إنساناً أيضاً، وكإنسان كان بكر كل خليقة (ع 15). والسبب نجده في الآية التالية “لأنه فيه خُلق الكل”. وبما أنه الخالق فلا بد أن يكون بكر كل خليقة، لكنه لما صار إنساناً أخذ مكانه في الخليقة دون أن يصير مخلوقاً. فالرب لم يكن مخلوقاً على الإطلاق، بل أخذ مكان المخلوق فصار إنساناً حقيقياً وكان هذا الإنسان هو الله أيضاً. ولأنه هو الله فكان يليق به أسمى مكان في الخليقة كإنسان. وحتى عندما وُلد كطفل صغير، كان هو بكر كل خليقة. وكلمة بكر لا تعني الأسبقية التاريخية، بل الأولوية والتفوق، لذلك كان للرب أهم مكان في الخليقة، وحتى ترتيب الخليقة قد تغيّر. فالملائكة كانوا دائماً في مركز أسمى من البشر، لكن الآن أتى ذلك الإنسان الذي هو أعظم من الملائكة فصارت الملائكة تخدمه لأنه خالقها. وفي كولوسي1: 16 نرى أنه هو الخالق لكل شيء “الكل به وله قد خُلق”. لقد خلق كل شيء سواء ما في السماوات أو ما على الأرض، ما يُرى وما لا يُري. كما يُخبرنا يوحنا1: 3 أيضاً “كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان”.
دعونا نتآمل في الخليقة الظاهرة، وإلى أي مدى هى عجيبة! إن قطر الأرض حوالي 8000 ميل وقطر الشمس حوالي 000ر300ر1 مرة مثل الأرض!! وهناك نجوم أكبر 36 مليون مرة من حجم الشمس!! فأي عظمة هذه التي للخالق! كم عدد النجوم؟ لقد حسبها بعض الفلكيين فوجدوا أن هناك ما يقرُب من مليون نجم لكل شخص على الأرض! وهناك نجوم لا حصر لها لم نستطع إلى الآن أن نراها بأقوى التلسكوبات. أما اٍلرب فلم يكلفه كل هذا سوى كلمة واحدة فظهر كل هذا الكون الهائل. هذا هو الإنسان رأس الجسد الكنيسة، بل هذا هو ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي. .