نازفة الدم والإحتياج

لها إثنتى عشر عاماً تنزف دماً ، هى نجسة فى المفهوم اليهودى ، ومن يقترب منها نجسٌ أيضاً ، لذلك فلا يوجد أحد يريد أن يلمسها إن عرف ، لذلك أرادت أن ترى يسوع ، وتلمسه ، كان الصراع داخلها رهيباً ، فقد يتضايق يسوع منها إن لمسته بدون إذنه ،

فهى تعرفه ، تشعر بمن هو ، تؤمن بقوته ، تؤمن بشفائه لها ، لكنها لا تريد له أن يغضب منها ، لكنها لم تجد بداً من أن تذهب إليه ، وتحاول ، لم يعد لديها مالاً لتعالج نفسها ، وفشل الأطباء معها ، فهى مريضة منذ زمانٍ بعيدٍ ، لذلك ذهبت لتلمس يسوع ،

الإحتياج ،

إنه ماكان يملأها ، الإحتياج ، لقد شعرت بالإحتياج ، فبدأت تنفذ ما تريده بلا تفكير ، لقد جعلت إيمانها وإحتياجها يحركها ، فكانت عند قدمى الرب ،

السؤال هو : لماذا سأل المسيح هذا السؤال ؟ من الذى لمسنى ؟؟؟

أنت تعرف يارب من الذى لمسك ، بل إن الجمع حولك كانوا بالمئات ، فلماذا أصررت أن تتوقف وتسأل هذا السؤال العجيب ؟ هل لتختبر إيمان التلاميذ ؟ لقد فشلوا بالتأكيد ، فقد كان ردهم – بحسب ما شعرت – فيه نوع من عدم الثقة فيك ، فأنا أتخيل أن ما يدور بفكرهم هو ” كيف يمكنك أن تسأل هذا السؤال والزحام كثير حولك؟ ، ثم إذا كنت أنت المسيح لكنت قد عرفت ،”

أم يارب أردت أن تعلن إيمان المرأة

نعم ، لقد أردت يارب أن تعلن أن إيمان هذه المرأة

هو أقوى بكثير جداً من إيمان التلاميذ الذين لا يفارقونك

هل تبحث عن  المسيح المنتظر وموقف يوحنا المعمدان

فقد كان لديها ما لم يوجد لديهم وقتها ، الإحتياج ، كان من الممكن يارب أن تسير وكأن شيئاً لم يحدث ، لكن أنت يارب أردت أن تعلن ، أنه إن آمنت بك ، ستتوقف ، وتستمع ، وتتمجد

قوة قد خرجت منك نعم

ولكن قوتك لا نهائية ، ماذا يمكن أن تحدث أى فرق معك هذه القوة الصغيرة

لا أنا لا أقصد قوة المعجزة

لكن أقصد قوة الحب التى صدرت منى أمام هذا الإحتياج ، أمام هذا الحب

إنها قوة كبيرة جداً بالفعل ، بالمقارنة بقوة الحب لمن لا يحتاج إلىَّ

كلما إحتجتنى ، ستخرج قوة منى ، فقط لك ، لك وحدك

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي