نبوخذ نصر الملك


نبوخذ نصر الملك

كان نبوخذ نصر الملك عظيما ً جدا ً ، كان قويا ً غنيا ً ناجحا ً في كل اعماله التي عملها في بابل ، وفي لحظة ثقة واعجاب ٍ بالنفس خرج يتمشى على قصر مملكة بابل ، القى بصره من فوق السور رأى مدينة ً قوية تحيطها اسوار ٌ عالية ، رأى حقولا ً خصبة وتجارة رابحة وسلاما ً سائدا ً ، رأى الشعب يرتفع في رفاه وهناء ، رأى الأمن مستتبا ً والناس سعداء مسرورين . تهلل قلبه وارتفع رأسه وقال مفتخرا ً : هذه بابل العظيمة التي بنيتها بقوة اقتداري ولجلال مجدي . وسط غروره وشموخه وكبريائه جائه صوت ٌ من السماء يقول :” إِنَّ الْمُلْكَ قَدْ زَالَ عَنْكَ ” ( دانيال 4 : 31 ) . طُرد نبوخذ نصر العظيم من قصره ومملكته ، طُرد من أن يكون انسانا ً مثل باقي الناس . القي به في الخلاء وسط الحيوانات ، ” وَأَكَلَ الْعُشْبَ كَالثِّيرَانِ، وَابْتَلَّ جِسْمُهُ بِنَدَى السَّمَاءِ حَتَّى طَالَ شَعْرُهُ مِثْلَ النُّسُورِ، وَأَظْفَارُهُ مِثْلَ الطُّيُورِ ” الى ان رفع عينيه الى السماء فرجع اليه عقله . بارك الرب واعترف بسلطانه وقال : ” أُسَبِّحُ وَأُعَظِّمُ وَأَحْمَدُ مَلِكَ السَّمَاءِ ، الَّذِي كُلُّ أَعْمَالِهِ حَقٌّ وَطُرُقِهِ عَدْلٌ ، وَمَنْ يَسْلُكُ بِالْكِبْرِيَاءِ فَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُذِلَّهُ.” . يقول سليمان الحكيم : ” قَبْلَ الْكَسْرِ يَتَكَبَّرُ قَلْبُ الإِنْسَانِ ، وَقَبْلَ الْكَرَامَةِ التَّوَاضُعُ ” ( امثال 18 : 12 ) . قبل ان تحل بنا الاحداث يسبقها ظل ٌ يُنبئ عنها . قبل ان تكسرنا الخطية يسبقها التكبر . الكبرياء تسبق الانهيار والهلاك والسقوط ، هكذا سقط ملاك الرب واصبح شيطانا ً مهلكا ً . ” كَيْفَ سَقَطْتِ مِنَ السَّمَاءِ يَا زُهَرَةُ، بِنْتَ الصُّبْحِ ؟ ” ” قُلْتَ فِي قَلْبِكَ : أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاوَاتِ ” ” أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ السَّحَابِ. أَصِيرُ مِثْلَ الْعَلِيِّ لكِنَّكَ انْحَدَرْتَ إِلَى الْهَاوِيَةِ، إِلَى أَسَافِلِ الْجُبِّ ” ( اشعياء 14 : 12 – 15 ) . سهام الله كلها موجهة الى القلوب المتجبرة المغرورة المتشامخة المتعالية . الغرور لا يهاجم القلوب الخاطئة فقط ، الغرور ايضا ً يغزو قلوب المؤمنين والقديسين . قد يسوقك الغرور لأن تقول : ” إِنِّي أَنَا غَنِيٌّ وَقَدِ اسْتَغْنَيْتُ، وَلاَ حَاجَةَ لِي إِلَى شَيْءٍ، وَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّكَ أَنْتَ الشَّقِيُّ وَالْبَئِسُ وَفَقِيرٌ وَأَعْمَى وَعُرْيَانٌ …… فَكُنْ غَيُورًا وَتُبْ. ” ( رؤيا 3 : 17 – 19) . حتى في بيت الله وهيكل الله وانت في حضرة الله تصلي قد يسعى الى قلبك الغرور . كما وقف الفريسي في الهيكل يتشامخ ويفتخر بتقواه وبره وصلاحه . هل تفتخر بصلاحك ؟ حذاري ، الله لا يُسر بتكبر المتكبرين ، حذاري ، الشيطان يجر الابرار والقديسين الى خطية الكبرياء و ” قَبْلَ الْكَسْرِ يَتَكَبَّرُ قَلْبُ الإِنْسَانِ ، وَقَبْلَ الْكَرَامَةِ التَّوَاضُعُ “

هل تبحث عن  تشجع زربابل ويشوع بواسطة النبيين حجي وزكريا

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي