«فَقَال بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: نُقِيمُ رَئِيسًا وَنَرْجِعُ إِلى مِصْرَ»
( عدد 14: 4 )
لا يوجد شيء يُخجلنا في محضر الله أكثر من شعورنا بقلة التقدير الذي تكنه قلوبنا للمجد الذي وعدنا به الله. ويا له من اكتشاف مُزعج لكل منا! ففرحنا القليل بعُظْمِ جوده أمرّ من عدم استجابتنا لمطاليب بره، رغم أن كليهما يشهدان ضدنا.
بعد أن ترك إسرائيل أرض مصر، اُختُبِرَ الشعب بالناموس، فأكدَّ العِجْل الذهبي أنهم لم يستجيبوا للناموس ( خر 32: 1 -4). ثم في تقدم رحلتهم اختبروا أيضًا باكورة ثمار أرض كنعان، لكن “الرئيس” المرغوب فيه ( عد 14: 4 )، أكَّد أنه لم تكن لديهم شهية للأرض البهية. فلا خضوع لمطاليب بره، ولا تجاوب مع مواعيد نعمته.
إن مَثَل عرس ابن الملك ( مت 22: 1 -14)، هو كالرئيس المُقترح في البرية، يحكي لنا أنه لم تكن لدى المدعوين شهية للمائدة التي أعدها الله. وحقًا ما فائدة المُغنيين والمغنيات لآذان ثقيلة؟ ولا زالت الأرض الجيدة مرفوضة، وكنعان لا تستحق تسلّق سورًا واحدًا، ولا مواجهة أحد العمالقة. وأصبح الحقل والتجارة والزوجة هي الرئيس الجديد المُقام للعودة بنا من حيث أتينا، بدلاً من التقدم لتلبية دعاوي الحب واكتشاف كنوز المجد! وهذه هي الخطية المُحيطة بنا بسهولة! ويا لتعاستنا إن كنا نُقيم لأنفسنا رئيسًا آخر، وعندما تحنّ قلوبنا إلى مباهج ومسرات البشر، أو حينما تستهوينا أمجادهم أو مساعيهم!
لقد تركت امرأة لُوط سدوم، وتم هذا أيضًا بصُحبة زوجها البار، في حين أنها هلكت مع العُصاة إذ أن قلبها لم يخرج من المدينة. ولقد وصل بنو إسرائيل إلى برية فاران ( عد 10: 12 ؛ 12: 16؛ 13: 3، 26)، ولكن الشعب كان لا يزال بقلبه وسط قدور اللحم التي في مصر. وما هذا إلا تذكرة جادة وتحذير مقدس أن لا نكون مشتهين هذه الشرور ولا المباهج التي ذقناها ورذلناها قبلاً.