هابيل وأخنوخ ونوح

هابيل وأخنوخ ونوح

بالإيمان قدَّم هابيل لله ذبيحة أفضل من قايين.
فبه شُهد له أنه بار إذ شهد الله لقرابينه. وبه وإن مات يتكلم بعد
( عب 11: 4 )


عندما سقط أبونا آدم في الجنة، دخلت الخطية إلى المشهد، وتربعت على العرش؛ ومع الخطية دخل الموت ومَلَك، ثم جاء في رِكابهما الدينونة، إذ «وُضع للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة».

ثلاث مصائب دخلت واحدة إثر الأخرى: الخطية والموت والدينونة. لكن في الآباء الثلاثة الذين عاشوا قبل الطوفان، وأعني بهم هابيل وأخنوخ ونوح، نقرأ عن النجاة من هذه المصائب الثلاث.

لقد انتصر هابيل على أولى تلك المصائب، الخطية. لقد اعترف أنه خاطئ ابن خاطئ، بعكس قايين الذي أنكر ذلك، فلم يأت محتميًا في الذبيحة، بل تقدَّم لله بتعب يديه، والله لم ينظر إليه.

هل يمكن للخاطئ أن يجد قبولاً عند الله؟ إذ بالإيمان ”شُهد له أنه بار، إذ شهد الله لقرابينه“. لقد عاش هابيل حياة قصيرة، ولا نقرأ أنه تكلم كلمة واحدة في حياته. لكنه «وإن مات يتكلم بعد»، وما أعظم ما يقوله! إنه يقول لكل البشر: هناك طريق وحيد للتبرير أمام الله، هو الذبيحة. ونلاحظ أن الوحي لم يُشِر إلى بر هابيل في رسالة العبرانيين فقط (11: 4)، بل المسيح نفسه في متى 23: 35 قال عنه: «هايبل الصدِّيق» أي البار.

لكن كيف صار هابيل بارًا؟ الإجابة: شهد الله (ليس لأعماله، ولا حتى لإيمانه، لكن) شهد الله لقرابينه. كأن هابيل يقول لكل مَن يعنيه الأمر: أنا وجدت القبول عند الله في الذبيحة التي قدمتها. وإن كان هابيل وجد على أساس أبكار الغنم قبولاً عند الله، فكم بالحري أنا وأنت أيها القارئ العزيز الذين أتينا إلى الله لا بذبيحة حيوانية، بل في قيمة حَمَل الله الكريم! نعم، كم نحن مقبولون عند الله على أساس الذبيحة الأعظم، ذبيحة ربنا يسوع المسيح!

هل تبحث عن  الشهداء زينون وسابيوس و نِستابُس و ونسطور

لكن الخطية أحضرت الموت. أخنوخ يقول لنا: أنا انتصرت على هذا العدو اللدود، فأنا لم أرَ الموت. وتتكرر 3 مرات في عبرانيين 11: 5 كلمة ”نُقِل“، «بالإيمان نُقِلَ أخنوخ لكي لا يرى الموت، ولم يُوجد لأن الله نقله، إذ قبل نقله شُهِد له بأنه قد أرضى الله». وهذا معناه ببساطة أن الموت ليس هو النهاية، لكنه انتقال من مكان إلى مكان. ولقد نُقل أخنوخ بدون أن يرى الموت. انتصر أخنوخ على الموت. كيف تم ذلك؟ مرة أخرى: بالإيمان.

لكن بعد الموت دينونة. وهنا يأتي نوح لكي يكمل هذا المثلث، ويقول لنا: لقد أُنقِذت من الدينونة. ولو سألناه كيف؟ يجيبنا أيضًا: بالإيمان.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي