هامان يسقط أمام مردخاي




هامان يسقط أمام مردخاي:

سقطت كلمات الملك على أُذني هامان كصاعقة حين قال له: “أفعل هكذا لمردخاي اليهودي الجالس في بيت الملك، لا يسقط شيء من جميع ما قلته” [10]. فإن كان هامان لا يطيق مردخاي بسبب جنسيته وانتسابه لله، فها هو الملك يمجده ويكرمه ملقبًا إياه “اليهودي”، ولعله عرف ذلك خلال مناقشته بخصوص مكافأته.
يا للعجب تذلل مردخاي فرفعه الملك إلى كرامة فائقة، وتكبر قلب هامان فهوى إلى تحت قدميه. من أجل تذلل مردخاي فارتفع لكي ينقذ حياتهم ويحول يوم هلاكهم القاتم إلى عيد الفوريم المفرح، وأما هامان فبتشجيع أحبائه تكبر فسقط وهلك مع بنيه وكل عائلته.
ماذا نرى في مردخاي الممجد إلاَّ عمل المسيح الممجد الذي رفعنا معه إلى مجده بعد أن تذلل من أجلنا وصرخ بسببنا على الصليب صرخة مرّة. لبس مردخاي الثوب الملكي أما السيد المسيح فأعطانا ذاته لكي نلبسه (غل 3: 27) فنختفي فيه. ركب مردخاي فرسًا ملوكيًا أما السيد المسيح فوهبنا نعمته الإلهية لتحملنا من مجد إلى مجد وتنطلق بنا إلى حضن أبيه. نال مردخاي تاج الملك أما السيد المسيح فوهبنا فيه شركة الطبيعة الإلهية وجعلنا ورثة الله ووارثون مع المسيح (رو 8: 27)، فيه صرنا موضع سرور الآب، وكان يُنادي أمامنا: “هكذا يفعل بالرجل الذي يُسر الملك بأن يكرمه”.
بقدر ما تمجد مردخاي هوى هامان أمامه حتى صار تحت قدميه
وكما يقول الأب أفراهات: [وطأ مردخاي عنق هامان مضطهده، وداس يسوع على أعدائه بقدميه].

هل تبحث عن  الكاثوليكون من رساله بطرس الاولى ( 3 : 10 - 18 ) يوم الاثنين

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي