نعيش في عالم تكتسحه موجة من تعدي الشيطان، التي أطلقها الغاوي ليضل كل من لا يثبت في الله، ليعيش في شركة معه. وشعار هذه الموجة، هي الإنسانية. كأن الانسان صالح، غير محتاج إلى مخلص. وكأن المسيح مجرد إنسان كمل بقدرته الإنسانية المستحيل.
أو كان الله مات، وأصبح الإنسان مقياس الكل. هذا اقتناع بفكر الشيطان أبي الكذابين، الذي ينادي بصلاح الإنسان. هذا هو السم الذي نفثه عدو الصلاح في كل الفلسفات والأديان والمذاهب، التي تعارض الله.
أما إنجيل المسيح فيعلمنا أن محبة الله عظيمة بمقدار أنه لا يهلك البشر: المدعي والثائر والفاسد. بل لأجل خلاصهم، بذل ابنه الوحيد على الصليب حقاً، المسيح مات لأجل خطايانا، وليس لأجل صلاحنا. وبموته المحب، فدى العالم.
لهذا يثور متقدمو المسيح الدجال، قبل كل شيء ضد الصليب، وتجسد ابن الله. لأن مولده وموته، يعلن كذبهم، ويدين عصيانهم.
لكن العالم، يصغي إلى تجديف زعمائه بابتهاج لأن الزعم بصلاح الإنسان يطن بإعجاب في آذانهم. فلا يتوبون، ولا يرجعون إلى الله. بل تبهر أعين قلوبهم، ويخدعون عن خلاصهم الأبدي. ويسعون إلى جهنم، ولا يجدون عنها محيداً أو وسيطاً.
وأنت المتعمق بالروح، قد أدركت ضرورة تجسد ابن الله، وموته الكفاري، طهّر قلبك الشرير. والروح القدس، فتح عينيك لله والعالم. فمنذ ذاك تخص الله بعزم وثبات، ولا تخص العالم الهائج. ولهذا يجب أن تعيش في الحق الأزلي، ولا تضل في خداع الظلم. وأن تنادي بالإنجيل لكل العالم، والمستقيمون يسمعونك، والخطاة يؤمنون، والتائبون يخلصون.
احفظ: كل روح يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فهو من الله وكل روح لا يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فليس من الله وهذا هو روح ضد المسيح ( ١ يوحنا ٤: ٢ و٣ ).
الصلاة: أيها الآب، نشكرك لأنك أعطيتنا روح التمييز، لندرك خلاصنا المجدد قلبنا الشرير، والأرواح المضادة للمسيح. نشكرك لتجسد ابنك، ونطلب تشخيص محبتك فينا.